" معالم على طريق التوفيق : الرابع عشر : دعاة الفضيلة "
" معالم على طريق التوفيق: الرابع عشر: دعاة الفضيلة "
ومن معالم التوفيق مشاهدة القنوات الفضائية الهادفة المحافظة التي تدلك على الخير، والتي تنشر الفضيلة، وتحارب الرذيلة، وتغرس القيم والأخلاق والفضائل في قلوب مشاهديها قبل أعينهم.
أنهم دعاة الفضيلة والهدى والنور، في زمن يكاد أن ينتحر فيه العفاف والطهر، بذلوا أموالهم وأوقاتهم في سبيل من؟!
من أجل تبصير الناس بدينهم، وليعبدوا ربهم على بصيرة:
" وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " [الذاريات: 55].
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» [مسلم].
والموفق حقا من كان مفتاحا وسببا لكل خير.
فبارك الله في مساعيكم وجهودكم.
" وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا " [الإسراء: 36].
ويا حسرتي على من ضلَّ الطريق وخُذل، وكان من أعوان الشيطان، يهدم ولا يبني، ينشر الرذيلة ويحميها ويدافع عنها ويدعمها، ويدعو لها من خلال الفضائيات والحوارات والصحف وغيرها، ضل سعيه وعمله وهو يظن أنه يُحسنُ صنعا، وهذا هو طريق الخذلان !
" لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ " [النحل: 25].
قلمٌ مسموم، وفكر منكوس، وتبرج وعُري، ودعوى آثمة وشهوات وشبهات وروايات، يراها ويسمعها القريب والبعيد، لماذا كل هذا؟!
هل ضاق عليكم باب الحلال، فطرقتم أبواب الحرام؟!
ألم تسمعوا بقول الجبار القهار:
" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " [النور: 19].
قال العلامة ابن سعدي (رحمه الله): أي: يحب أن تشتهر الفاحشة؛ وذلك لغشه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهاره ونقله؟ [تفسير السعدي].
وأنت اليوم تنظر وتسمع ما يُعرض على الشاشات والجوالات والفضائيات على الهواء مباشرة، فاحذر من دعاة الرذيلة ولصوص الأعراض !
ويلفت النظر الشيخ علي الطنطاوي (رحمه الله) إلى هذا المعلم بقوله:
من عجائب حكمة الله أنه جعل مع الفضيلة ثوابها: الصحة والنشاط، وجعل مع الرذيلة عقابها: الانحطاط والمرض. ا.هـ !
إضاءة على الطريق:
طريق الفضيلة: عز وشموخ وأجر وثواب.
طريق الرذيلة: عار وذل وخزي وعقاب.
مختارات