شرح ( ما يقول الـمسلم إذا مدح الـمسلم )
مَا يَقُولُ الـمُسْلِمُ إذَا مَدَحَ الـمُسْلِمَ
قَالَ صلى الله عليه وسلم: (إذَا كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحاً صَاحِبَهُ لاَ مَحَالَةَ؛ فَلْيَقُل: أحْسِبُ فُلاناً: واللهُ حَسِيْبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللـهِ أحَداً: أحْسِبُهُ إنْ كَانَ يَعْلمُ ذَاكَ – كَذَا وكَذَا)
صحابي الحديث هو أبو بكرة رضى الله عنه.
وجاء فيه؛ قوله رضى الله عنه: مدح رجلٌ رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم (ويحك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك – مراراً – ثم قال:...)
قوله: (قطعت عنق صاحبك) أي: أهلكته؛ وهذا استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك؛ لكن هلاك هذا الممدوح في دينه، وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالإعجاب.
قوله: (ولا أزكي على الله أحداً) أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره؛ لأن ذلك مغيب عنا، ولكن أحسب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.
قال النووي ‘: (وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه؛ قال العلماء: وطريق الجمع بينها؛ أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه، إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه؛ إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير، والازدياد منه، والدوام عليه، أو الاقتداء به، كان مستحباً، والله أعلم)
مختارات