" العثرة التاسعة "
" العثرة التاسعة "
إنصات عجيب في المجلس.. إحداهن فاغرة فاها والأخرى وضعت يدًا على يد.. والثالثة تقدمت بوجهها إلى الأمام..
جميع الحاضرات يشتركن في الحرص الشديد على أن لا يفوتهن شيء مما تذكره المتحدثة.. التي أتمت حديثها بشواهد عدة فقالت:
فلانة ذهبت له والحمد لله شفيت مما بها.. وفلانة زوجها لا يطيقها.. الآن لا يستطيع فراقها.. وفلانة التي.. وفلانة..
وعندما انتهى حديثها.. سألن بصوت واحد: أين مكانه؟! وكيف نصل إليه؟!
وبدأت كل واحدة تحكي ما بها..
قالت إحداهن: ظهري لا أنام منه الليل.. والأخرى شكت ألمًا في قدميها.. أما المرأة الكبيرة فقالت: حظ ابنتي تعيس.. دائمًا في مشاكل هي وزوجها.. مسكينة.. ثم ترحمت عليها وأردفت ربما أنه وضع شيء بينهما؟!
أسبوع فإذا الحي قد شد عصا الترحال إليه.. من كان يؤلمها ظهرها.. تحول الألم إلى بوح لكل ما في قلبها.. زوجها لا يريدها.. تريده أن يحبها.. ولا يتزوج عليها !!
من تزوجت من شهر أو من سنة ولم تحمل.. تريد الإنجاب.. بحثت عن الطريق.. فاتجهت إليه؟!
صور عجيبة ومطالب مختلفة..
أسبوع آخر فإذا مدرسات وطالبات الحي قد نقلن الأمر إلى الجامعة والمدرسة فتقاطرت عليه أخريات كل منهم تريد أن ترى حظها وبختها !!
أختي: أما سمعت عن هذا !! أما حدثتك امرأة بهذا !!
قبل هذا كله أين العقيدة الصحيحة.. وكيف تغرس في النفوس؟ كيف يهون الأمر ويسهل الذهاب؟ بل كيف تتحول مجالس المسلمات إلى ذكر هذه الموبقات؟!
الكثيرات يطرقن تلك الأبواب أكثر مما يطرقن أبواب المستشفيات !! أما قراءة القرآن وهي الرقية الشرعية فالكثيرات لا يتذكرون ذلك !!
بل إن النادرات الموفقات هن اللاتي يحافظن على أورادهن من القرآن في الصباح والمساء !!
بل علمت أن بعض النساء يزرن هؤلاء المشعوذين كل شهر أو شهرين.. يرين ما استجد ويسمعن ما ظهر !!
أين العقيدة الصحيحة.. وأين التوحيد.. أين هؤلاء النساء من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد».
ما بعد العثرة:
قال الحسن رحمه الله: ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت [جامع العلوم والحكم].
مختارات