اسم الله الخلاق 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: (الخلاق):
أيها الإخوة الكرام، مع اسماً جديد من أسماء الله الحسنى والاسم اليوم " الخلاق " هذا الاسم العظيم ورد مطلقاً يفيد المدح والثناء على الله عز وجل مراد به العلنية دالاً على كمال الوصفية فقد ورد في قوله تعالى: " إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ " [الحجر:86].
وفي قوله أيضاً: " أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ " [يس:81].
الخلاق المبدع كماً ونوعاً:
" الخلاق " من حيث الصياغة اللغوية اسم مبالغة لاسم الفاعل، تقول: غافر وغفار، خالق وخلاق، وماذا تعني المبالغة في أسماء الله الحسنى؟ تعني الكم، والكيف الكم والنوع.
أي للتقريب ؛ غافر يغفر ذنباً واحداً، لك ذنب يغفره الله لك فهو غافر، لكن لبعض الناس مئة ألف ذنب، الله غفار يغفرها مهما كثرت، و هناك ذنب كبير جداً، ويغفر الذنب مهما عظم.
المبالغة تعني الكم، والنوع، مهما عظم الذنب يغفره الله فهو غفار، ومهما كثرت الذنوب يغفرها الله فهو غفار، الله عز وجل خالق، لكن " خلاق " فيها معنى الكم يخلق ما يشاء، وفيها معنى النوع، الكم في قوله تعالى: " إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا " [النساء:133].
يخلق مليارات، مليارات المليارات، هذا الكم، أما النوع:
" وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " [النمل:88] الإتقان.
" خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " [التغابن:33] يعني الخلاق المبدع، كماً ونوعاً.
من لوازم الخلاق كمالُ الخَلقِ والتصرُّفِ:
لكن أيها الأخوة، معنى الخالق حتى نفهم " الخلاق " معنى الخالق أي أن الله سبحانه وتعالى خلق من لا شيء كل شيء، على غير مثال سابق، لكن الله جل في علاه سمح للإنسان أن يعطى هذا الاسم، الدليل قال الله عز وجل: " فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " [المؤمنون:14].
الإنسان أحياناً يصنع طاولة، يصنع شيئاً من كل شيء، وعلى مثال سابق، صنعة الإنسان يصنع شيئاً من كل شيء، المواد الأولية كلها يأخذها من الأرض، والفكرة يراها بعينه، الإنسان إذا صنع شيئاً يصنع شيئاً من كل شيء، وعلى مثال سابق بينما خالق السماوات والأرض يصنع كل شيء من لا شيء وعلى غير مثال سابق.
الإنسان حينما يوازن لأن الله سمح لهذا الإنسان الذي يصنع شيئاً من كل شيء أن يُسمى مجازاً خالقاً وتأتي الآية الكريمة: " فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ".
أي الله عز وجل أودع بالإنسان كلية بحجم البيضة، صغيرة، تعمل بصمت بلا ضجيج، بلا تكلفة، تعمل ليلاً نهاراً، وأنت نائم، وأنت تمشي، وأنت تتحرك، وأنت مسافر، وأنت مقيم.
مختارات