" المَعْلم العاشر : العدل بين الأبناء "
" المَعْلم العاشر: العدل بين الأبناء "
لدى الأطفال حساسية شديدة تجاه التفرقة في المعاملة من قبل الآباء والأمهات، وكثير من حالات التنافر والشحناء بين الإخوة كان سببها الأساسي عدم العدل بينهم من قبل الآباء.
إن الخوف الشديد من فقد محبة الآباء وتحولها إلى أحد الأبناء قد يدفع بقية الأبناء إلى السلوك العدواني تجاه ذلك الأخ كما حصل من إخوة يوسف عليه السلام حين توهموا خطأً أن أباهم يفضل يوسف عليهم قالوا: " لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ " [يوسف: 8]، فقادهم ذلك الشعور إلى سلوك عدواني تجاه أخيهم تمثل في قولهم: " اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ " [يوسف: 9] فقد كان دافعهم هو أن يحصلوا على حب أبيهم واهتمامه بعد التخلص من يوسف.
يذكر أحد الآباء أنه اصطحب ابنيه إلى سهرة خارج المنـزل استمتعوا خلالها بمشاهدة فيلم طويل وفي تلك الأثناء نام الابن الأصغر الذي يبلغ من عمره ثماني سنوات، فقام الأب بتغطيته بمعطفه، وبعد انتهاء الجلسة حمله الأب إلى السيارة، وأثناء العودة إلى المنـزل بالسيارة سأل الأب ابنه الأكبر الذي يبلغ من عمره اثنتا عشرة سنة بعد أن رأى شروده وصمته عن الفائدة التي خرج بها من الفيلم، وهل استمتع به، فوجئ الأب بالرد الذي لم يكن له أي علاقة بالسؤال: هل ستغطيني بمعطفك وتحملني مثل أخي الأصغر لو نمت أثناء مشاهدة الفيلم؟ ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه والد النعمان بن بشير يريد أن يشهده على عطية أعطاها لابنه النعمان قال صلى الله عليه وسلم: «أأعطيت سائر ولدك مثل هذا قال: لا، قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» [رواه البخاري]، وفي رواية أنه قال: «فاشهد على ذلك غيري فإني لا أشهد على جور» [رواه أحمد].
مختارات