" أين نحن من هؤلاء في : التعامل مع الله "
" أين نحن من هؤلاء في: التعامل مع الله "
أنس العبد بالله وحلاوة ذكره:
* قال أبو أسامة: دخلت على محمد بن النضر الحارثي، فرأيته كأنه ينقبض، فقلت: كأنك تكره أن تؤتى؟
قال: أجل.
فقلت: أو ما تستوحش؟
قال: كيف أستوحش، وهو يقول: «أنا جليس من ذكرني».
* وقيل المالك بن مغول، وهو جالس في بيته وحده: ألا تستوحش؟
قال: أو يستوحش مع الله أحد؟!
* وقال مسلم بن يسار: ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
الرجاء:
* قال أبو بكر بن عياش لابنه عند موته: أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم القرآن كل ليلة؟
* وختم آدم بن أبي إياس القرآن وهو مسجى للموت، ثم قال: بحبي لك إلا رفقت بي في هذا المصرع، كنت آملك لهذا اليوم، كنت أرجو لا إله إلا الله، ثم قضى (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
من رجا الخالق لم يرجُ المخلوق:
* أخرج البيهقي وابن عساكر من طريق أبي المنذر هشام ابن محمد عن أبيه، قال: أضاق الحسن بن على، وكان عطاؤه في كل سنه مائة ألف، فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين، فأضاق إضاقة شديدة، ثم قال: " فعدوت بدواة لأكتب إلى معاوية، لأذكره نفسي، ثم أمسكت، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: «كيف أنت يا حسن؟ ».
فقلت: بخير يا أبت، وشكوت إليه تأخر المال عني.
فقال: «أدعوت بدواة لتكتب إلي مخلوق مثلك تذكره ذلك ؟» فقلت: نعم يا رسول الله، فكيف أصنع؟
فقال: قل: «اللهم اقذف في قلبي رجاءك، واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحدًا غيرك.. اللهم وما ضعفت عنه قوتي، وقصر عنه عملي، ولم تنته إليه رغبتي، ولم تبلغه مسألتي، ولم يجر على لساني مما أعطيت أحدًا من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يا رب العالمين».
قال: فوالله ما ألححت به أسبوعًا حتى بعث إلي معاوية بألف ألف وخمسمائة ألف، فقلت: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيب من دعاه.
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: «يا حسن، كيف أنت ؟».
فقلت: بخير يا رسول الله، وحدثته بحديثي، فقال: «يا بني، هكذا من رجا الخالق، ولم يرج المخلوق» (انظر تاريخ الخلفاء للإمام السيوطي).
رجاء أم غسان:
* قالت أم غسان الأعرابية المكفوفة: إن تقبل الله مني صلاة، لم يعذبني.
فقيل لها: كيف ذلك؟
قالت: لأن الله عز وجل لا يثني في رحمته وحلمه.
قال الراوي: وكنت سمعت حديث معاذ: «من كتبت له حسنة، دخل الجنة».
ولم أدر ما تفسيره حتى سمعت أم غسان تقول هذا، فعرفت تأويله (انظر عيون الأخبار، لابن قتيبة).
الحارس هو الله:
* أخرج أبو نعيم في الدلائل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: عرض لعلي رجلان في خصومة، فجلس في أصل جدار، فقال له رجل: الجدار يقع.
فقال على امض، كفى بالله حارسًا.
فقضى بينهما، فقام ثم سقط الجدار (انظر تاريخ الخلفاء للإمام السيوطي).
رؤية الله في الآخرة:
* قال الربيع: كنت ذات يوم عند الشافعي، وجاءه كتاب من الصعيد يسألونه عن قوله عز وجل: " كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ " [المطففين: 15].
فكتب: لما حجب قومًا بالسخط دل على أن قومًا يرونه بالرضا، قلت له: أو تدين بهذا يا سيدي؟
فقال: والله، لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى ربه في المعاد، لما عبده في الدنيا (انظر طبقات الشافعية، للإمام السبكي).
ذكر الله ومناجاته:
* قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن أهل السماء (يعني الملائكة) ليرون بيوت أهل الذكر تضيء لهم كما تضيء الكواكب لأهل الأرض.
* قيل للحسن: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهًا؟
فقال: إنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورًا من نوره.
* قال عبد الله بن عيسى: كونوا ينابيع العلم، مفاتيح الهدى، أحلاس البيوت، جدد القلوب، خلقان الثياب، سرج الليل، تعرفوا في أهل السماء، وتخفوا في أهل الأرض (انظر عيون الأخبار، للابن قتيبة).
العبودية الحقة:
* قيل لأبي عبد الله بن خفيف: متى يصح للعبد العبودية؟
فقال: إذا طرح كله على مولاه، وصبر معه على بلواه (انظر طبقات الشافعية، للإمام السبكي).
التوكل على الله:
* عن جابر رضي الله عنه قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب وغطفان بنخل، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث – وقيل: دعثور – حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، وقال: من يمنعك من ي؟
قال: «الله».
فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف، وقال: «من يمنعك مني ؟».
قال: كن خير آخذ.
قال: «تشهد أن لا إله إلا الله».
قال: لا؟ ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى أصحابه، وقال جئتكم من عند خير الناس (انظر حياة الصحابة، عند البيهقي والبداية).
احفظ الله يحفظك:
* جاء في مسند الإمام أحمد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «كانت امرأة في بيتٍ، فخرجت في سرية من المسلمين، وتركت ثنتي عشرة عنزة وصيصيتها، كانت تنسج بها، قال: ففقدت عنزة لها وصيصيتها، فقالت: يا رب، إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإني قد فقدت عنزًا من غنمي وصيصيتي، وإني أنشدك عنزتي وصيصيتي».
قال: وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها ربها، تبارك وتعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأصبحت عنزها ومثلها، وصيصيتها ومثلها».
والصيصية: هي الصنارة التي يغزل بها وينسج (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
من حفظ الله حفظه الله:
* روى الحاكم من حديث سفينة – مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال ركبت البحر، فانكسرت سفينتي التي كنت فيها، فركبت لوحًا من ألواحها، فطرحني اللوح في أجمةٍ فيها الأسد، فأقبل إلي يريدني، فقلت: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطأطأ رأسه، وأقبل إلي، فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة، ووضعني على الطريق وهمهم، فظننت أنه يودعني، فكان ذلك آخر عهدي به (انظر الاستيعاب – المستدرك).
مختارات