خصائص المصطفى-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -دُونَ جميعِ الأنبياء-عليهم السَّلامُ-في الحياةِ الدُّنيا
1- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ آيتَهُ العُظمى في كتابِهِ:
عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قال النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (ما من الأنبياءِ إلا أُعطيَ من الآياتِ ما مثله آمنَ عليه من البشرُ، وإنما كانَ الذي أُوتيتُهُ وحياً أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرَهُم تابِعاً يومَ القيامةِ) البُخاريُّ- الفتح (8/619)،رقم الحديث 4981كتاب فضائل القرآن – باب كيف نزل الوحي أول ما نزل.
قال ابنُ حَجَرٍ: " إنه المعجزة العظمى التي اختصَّ بها دُونَ غيرِهِ ". الفتح (8/623)
لذا فالقرآن الكريم أخصُّ معجزات النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.
قالَ الإمامُ الماورديُّ -رَحِمهُ اللهُ-: (والقرآنُ أوّلُ مُعْجزٍ دعا به مُحمَّدٌ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-إلى نبوتِهِ فصدعَ فيه برسالتِهِ،وخُصَّ بإعجازِهِ من جميعِ رُسُلِهِ). أعلام النُّبوَّة ص57-58.
2- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بختمِ النُّبوَّة:
قالَ اللهُ–تعالى-: {ما كان مُحمَّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النَّبيّين} الآية 40 الأحزاب.
قال ابن كثير -رَحِمهُ اللهُ-عند الكلام على هذه الآية الكريمة: " فهذه الآيةُ نصٌّ في أنه لا نبيَّ بعده، وإذا كان لا نبيَّ بعده فلا رسولَ بعده بالطريق الأولى والأحرى؛لأنَّ مقامَ الرِّسالة أخصُّ من مقامِ النُّبوَّة، فإنَّ كلَّ رسولٍ نبيٌّ، ولا ينعكس ". تفسير ابن كثير (3/542) دار الفيحاء/ مكتبة دار السلام.
وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-أنَّ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-قال: (مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي، كمثل رجلٍ بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل النَّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلاّ وضعت هذه اللبنة؟! قال: فأنا اللبنةُ وأنا خاتمُ النَّبيّين) البُخاريُّ– الفتح (6/645) رقم الحديث 3534 كتاب المناقب- باب خاتم النَّبيِّين -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -.
3- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بالنصر بالرُّعبِ مسيرةَ شهرٍ،وجُعلتْ له الأرضُ مسجداًً وطهوراً،وأُحِلَّتْ له الغنائمُ:
عن جابرِ بن عبدِ اللهِ-رَضيَ اللهُ عنهُ-أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،قالَ: (أُعطيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحدٌ قبلي، نُصرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهرٍ، وجُعلتْ لي الأرضُ مسجداً وطهوراً، فأيما رجلٍ مِن أُمَّتي أدركتْهُ الصَّلاةُ فليُصلِّ، وأُحلتْ لي الغنائمُ، ولم تحلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطيتُ الشفاعةَ، وكان النَّبيُّ يُبعثُ إلى قومِهِ خاصَّة، وبُعثتُ إلى النَّاسِ عامَّة) البُخاريُّ– الفتح (1/519)، رقم الحديث335، كتاب التيمم.
4- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإرسالِهِ إلى الثَّقلينِ:
كان الأنبياءُ من قبله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يُرسَلُ كلُّ نبيٍّ إلى قومِهِ خاصَّة،وأُرسِلَ رسولُنا مُحمَّد-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- إلى الثَّقلينِ (الجنِّ والإنس)،وهذه من خصائصِهِ التي اختصَّه اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-بها.
قالَ اللهُ–تعالى-لنبينا مُحمَّدٍ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-:{قل يا أيها النَّاس إني رسولُ الله إليكم جميعاً} الأعراف: 158. وفي حديث جابرٍ-رَضيَ اللهُ عنهُ-:قال-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: (أُعطيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحدٌ من النَّاس– وذكر منها-وكان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يُرسَلُ إلى قومِهِ خاصَّة، وبُعثتُ إلى النَّاس عامَّة). انظر تخريجه في الحديث السابق ’في الخاصية الثالثة. وقالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-مُبيِّناً أنَّ الرَّسُولَ مُحمَّداً-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-قد أُرسِلَ إلى العالمين،وهم الجِنُّ والإنسُ،فقالَ –تعالى-:{تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً}. الفرقان: 1. قالَ الإمامُ القرطبيُّ-رَحِمهُ اللهُ-عن هذه الآيةِ: (والمراد بالعالمين هنا الإنسُ والجنُّ؛لأن النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ --كانَ رَسُولاً إليهما ونذيراً،وأنَّهُ خاتمُ الأنبياءِ،ولم يكنْ غيرُهُ عامَّ الرِّسالة إلا نوح فإنه عمَّ برسالته جميعَ الإنس بعد الطوفان؛ لأنه بدأ به الخلق). راجع: " الجامع لأحكام القرآن " (13/2).
5- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإمامةِ الأنبياءِ في بيتِ المقدسِ:
عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-،قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (لقد رأيتني في الحِجْر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أُثبتها فكربت كربةً ما كربت مثلها قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائمٌ يصلي،وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم- عليه السلام- قائم يصلي، أقرب النَّاس به شبهاً عُروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم- عليه السلام- يصلي أشبه النَّاس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا مُحمَّد! هذا مالك صاحب النار فسلِّم عليه فالتفتُّ إليه فبدأني بالسلام) صحيح مسلم. كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال (1/156-157) رقم الحديث (172). دار الكُتُب العلمية.
6- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بكونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب:
لقد أُرسل نبينا مُحمَّد-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -أُمياً لا يقرأُ ولا يكتبُ،قالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-: {الذين يتبعون الرَّسُول النَّبيّ الأمي} الأعراف: 157. وقالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-: {وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون}. العنكبوت:48. وعن ابنِ عمرَ-رَضيَ اللهُ عنهُما- أنه-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-،قال: (إنَّا أمة أميَّة لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعةً وعشرين ومرةً ثلاثين).البُخاريّ– الفتح 4/151. رقم الحديث 1913. كتاب الصوم، باب: قول النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لا نكتب ولانحسب.
7- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنه أُوتي مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ:
عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (بُعثتُ بجوامعِ الكَلِمِ ونُصرتُ بالرُّعبِ، وبينا أنا نائمٌ أُوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضعت في يدي) قال أبو هُرَيْرة: فذهب رسولُ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وأنتم تنتثلونها).صحيح مسلم (1/371)، رقم الحديث (523)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة.
قالَ النَّوويُّ: " (تنتثلونها) يعني تستخرجون ما فيها، يعني خزائن الأرض، وما فتح الله على المسلمين من الدُّنيا ". شرح النووي لمسلم(5/5).
وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-عنْ رسولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أنه قال: (نُصرتُ بالرُّعب على العدوّ وأُوتيت جوامع الكلم، وبينما أنا نائم أُتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضعت في يديَّ) تخريجه:انظر الحديث السابق.
8- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ ما بين بيتِهِ ومِنْبرِهِ رَوضةٌ من رِياضِ الجَنَّةِ:
عن عبد الله بن زيد المازني-رَضيَ اللهُ عنهُ- أن رسول الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (ما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رِياض الجَنَّة) البُخاريّ- الفتح (3/84) رقم الحديث (1195)، كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة- باب فضل مابين القبر والمنبر.
وعن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،قال: (ما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رياض الجَنَّة، ومنبري على حوضي) البُخاريّ – الفتح (3/84) رقم الحديث (1196) كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة – باب فضل مابين القبر والمنبر.
فائدة: ورد هذا الحديث بلفظ: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجَنَّة)، وبلفظ: (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجَنَّة)
قال الشيخ الألباني -رَحِمهُ اللهُ- في كتابه (تحذير الساجد): هذا اللفظ الصحيح (بيتي) وأما اللفظ المشهور على الألسنة (قبري) فهو خطأ من بعض الرواة،كما جزم به القرطبيُّ وابنُ تيمية والعسقلانيُّ، وغيرُهم،ولذلك لم يُخرَّج في شيءٍ من الصِّحاحِ، و ورودُه في بعض الرِّوايات لا يُصيِّره صحيحاً؛ لأنه روايةٌ بالمعنى، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية في " القاعدة الجليلة " (ص74)- بعد أن ذكر الحديث-: " هذا هو الثابت الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى، فقال (قبري)، وهو-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -حين قال هذا القول لم يكن قد قُبِرَ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،ولهذا لم يحتجَّ بهذا أحدٌ من الصحابة، حينما تنازعُوا في موضعِ دفنِهِ، ولو كان هذا عندهم لكان نصَّاً في محلِّ النِّزاعِ، ولكن دُفِنَ في حُجْرةِ عائشةَ، في الموضعِ الذي ماتَ فيه-بأبي هو وأمي-صلوات الله وسلامه عليه ".
تنبيه: ومن أوهام العلماء أنَّ الإمامَ النَّوويَّ -رَحِمهُ اللهُ- في (المجموع) عزا الحديثَ للشيخينِ بلفظ (قبري)، ولا أصلَ له عندهما بهذا اللفظِ،فاقتضى التنبيه. راجع: " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للشيخ المحدث مُحمَّد ناصر الدين الألباني/ نقلاً من حاشية الكتاب (ص135-136).
9- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنه ذُكِرَ في الكُتُبِ السَّابقةِ:
بشَّرت الكُتُبُ السابقةُ التي أُنزلت على الأنبياء من قبل رسولنا مُحمَّد بأنه في آخر الزَّمان سيظهر نبي اسمه أحمد، وكان أهل الكتاب يعرفونه من خلال ما وصفته الكُتُب المنزلة من عند الله، كما يعرفون أبناءهم قالَ اللهُ-تعالى-: {الذين يتبعون الرَّسُول النَّبيّ الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل} الأعراف: 157. وقالَ اللهُ–تعالى-: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد فلّما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحرٌ مبين} الصف: 6.10
10- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الطَّاعونَ لا يدخلُ مدينتَهُ الشَّريفةَ:
عن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (على المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعونُ ولا الدجالُ) البُخاريّ مع الفتح (13/109) رقم 7133 كتاب الفتن – باب لا يدخل الدجال المدينة.
وعن أنس بن مالك عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (المدينة يأتيها الدجال فَيجِدُ الملائكة يحرُسونها فلا يقربها الدجالُ، ولا الطاعونُ إن شاء الله). البُخاريّ- الفتح (13/109) رقم (7134) كتاب الفتن – باب لا يدخل الدجال المدينة.
فائدة: لا يُقال لمدينة الرَّسُول (يثرب): روى مسلمٌ في صحيحِهِ عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-،قال: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: " أُمرتُ بقريةٍ تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي النَّاس كما ينفي الكير الحديد ". صحيح مسلم مع الشرح. المجلد الثالث- الجزء الثاني ص154.
قالَ النَّوويُّ -رَحِمهُ اللهُ- " قوله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (يقولون يثرب وهي المدينة)، يعني أنَّ بعضَ النَّاس من المنافقين وغيرهم يُسمُّونها(يثرب)، وإنما اسمها (طابة) و(طيبة)، ففي هذا كراهةُ تسميتِها (يثرب)، وقد جاء في مسند أحمد حديثٌ عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-في كراهة تسميتها (يثرب)، وحُكيَ عن عيسى بن دينار أنه قال: مَن سمَّاها (يثرب) كُتبتْ عليه خطيئةٌ، قالوا: وسببُ كراهةِ تسميتها (يثرب)، لفظُ التَّثريبِ الذي هو التَّوبيخ، والملامة. وسُمِّيتْ (طيبة) و(طابة)؛ لحسن لفظِها،وكان-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -يُحبُّ الاسمَ الحسَنَ، ويكره الاسَمَ القبيحَ.وأمَّا تسميتُها في القرآنِ (يثرب)، إنَّما هو حكايةٌ عن قولِ المنافقين الذين في قلوبِهم مرضٌ. شرح النووي على مسلم، المجلد الثالث، الجزء الثاني (154-155)، وكذلك أشار إلى هذا الحافظُ ابن حجر في فتح الباري (4/106)، فليُراجع.
11- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الصَّلاةَ في مَسْجدِهِ بألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ:
عن ابن عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما- أنه قال: (إنَّ امرأة اشتكت شكوى فقالت: إنْ شفاني الله لأخرجنَّ فلأصلينَّ في بيت المقدس، فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج، فجاءت ميمونة زوج النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تسلِّم عليها، فأخبرتها ذلك، فقالت: اجلسي فكلي ما صنعت،وصلِّ في مسجد الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -فإني سمعتُ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يقول: " صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد،إلا مسجد الكعبة ". صحيح مسلم (1/1014) رقم الحديث (1396) كتاب الحج- باب فضل الصلاة بمسجد مكة والمدينة.
وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (صلاةٌ في مسجدي هذا، خير من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلاّ المسجد الحرام) صحيح مسلم (2/1012) رقم الحديث (1394) كتاب الحج – باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، والموطأ (1/196).
وعن ابن عمر عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلا المسجد الحرام) صحيح مسلم (2/1013) رقم الحديث (1395) كتاب الحج – باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة.
12- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بتعهدِ اللهِ–تعالى- بحفظِ الكتابِ المنزَّلِ عليهِ:
قالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر: 9.، وقال- تعالى-: {إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} فصلت: 41-42.
وقال- عزَّ مِن قائل-: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء.
13-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بيومِ الجُمُعةِ:
وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- أنه سمع رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يقول: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتاب من قبلنا، ثمَّ هذا يومُهمُ الذي فُرِض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالنَّاس لنا فيه تَبعٌ: اليهود غداً، والنصارى بعد غد). البُخاريُّ – الفتح (2/412) (876) كتاب الجمعة – باب فرض الجمعة. ومسلم (2/585) (855) كتاب الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.
وعن حُذيفة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (هُدينا إلى الجمعة،وأضل الله عنها من كان قبلنا...)، وذكر الحديث صحيح مسلم (2/586) (856) كتاب الجمعة- باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.
14-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ كتابَهُ فُضِّلَ بالمُفصَّلِ:
عن واثلة بن الأسقع-رَضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،قال: (أُعطيت مكان التوراة السبع (أي السبع الطوال من البقرة – التوبة)،وأُعطيت مكان الزبور المئين (وهي السور التي بلغ عدد آياتها المائة أو قاربها)، وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني (أي السور التي بعد المئين إلى المفصل)، وفُضِّلت بالمفصل (وهي من سورة (ق) إلى (النَّاس} أخرجه أحمد (4/107)، وقال الألباني: (صحيح بمجموع طرقه) السلسلة الصحيحة (3/469).
وعن مَعْقِل بن يَسَار مرفُوعاً: (أُعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش، والمفصل نافلة). أخرجه الحاكم (1/559) وصححه،وتعقبه الذهبيُّ بقوله: قلت: عبد الله-أي أحد رواة الحديث-، قال أحمدُ: تركوا حديثه. اهـ.
15-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الله أرسلَهُ رحمةً للعالمينَ:
قالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء: 107.
وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-،قال: (قيل: ادعُ على المشركين، قال: إني لم أُبعثْ لعَّاناً وإنما بُعثتُ رحمةً) صحيح مسلم (4/2007) رقم الحديث (2599) كتاب البر والصلة: باب النهي عن لعن الدواب وغيرها.
وقال-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: (إنَّما أنا رَحْمةٌ مُهْدَاةٌ) صححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (490).
16- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بتسليمِ الحَجَرِ عليهِ قبلَ البِعْثةِ:
عن جابرِ بن سمُرة قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (إني لأعرفُ حَجَراً بمكةَ كان يُسلِّمُ عليَّ قبلَ أنْ أُبعثَ،إنِّي لأعرفُهُ الآنَ) صحيح مسلم (4/1782)، رقم الحديث (2277)، كتاب الفضائل: باب فضل نسب الرَّسُول، وتسليم الحجر عليه قبل النُّبوَّة. قال العزُّ بن عبد السَّلامِ في كتابِهِ " بداية السول ": (ولم يثبتْ لواحدٍ من الأنبياءِ مثلُ ذلكَ)بداية السول ص39-40.نقلاً من كتاب " خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء " تأليف: الصادق بن مُحمَّد إبراهيم (رسالة جامعية)
17. اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأواخرِ سُورةِ البقرةِ:
عن أبي ذر-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال:قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (إني أُوتيتهما (يعني الآيتين من أواخر سورة البقرة) من كنز من بيت تحت العرش، ولم يُؤتهما نبيٌّ قبلي(يعني الآيتين من أواخر سورة البقرة) أخرجه أحمدُ (5/15)،وصححه الألبانيُّ في " السلسة الصحيحة " (3/471)، وقال:صحيحٌ على شرطِ مُسلمٍ.
18- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بنداءِ ربِّه لَهُ بأعزِّ أوصافِهِ:
قالَ اللهُ- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة.
وقال- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول } (41) سورة المائدة.
قال العزُّ بن عبد السَّلامِ في كتابه " بداية السول ": (وهذه الخصيصةُ لم تثبتْ لغيرِهِ، بلْ إنَّ كلاً منهم نُوديَ باسمِهِ،فقالَ –تعالى-:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّة وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(35) سورة البقرة.
وقال-تعالى-:{إِذْ قالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ }(110) سورة المائدة. وقال: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(104-105) سورة الصافات.وقال: {أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (30) سورة القصص. وقال- تعالى-: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (48) سورة هود.راجع: " بداية السول " ص38.
19- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله –تعالى-نهى النَّاسَ أنْ يُنادوه باسمِهِ العَلَمِ(مُحمَّد):
فقال تعالى:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا، قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(63) سورة النــور.
قال أبو نُعيم الأصبهاني: (فخصَّه الله –تعالى- بهذه الفضيلة من بين رسله وأنبيائه، وأخبر –سبحانه- عن سائر الأمم أنهم كانوا يخاطبون رسلهم وأنبياءهم بأسمائهم، كقول قوم موسى له:{قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (138) سورة الأعراف. وقول قوم عيسى له:{يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (112) سورة المائدة. وقول قوم هود{يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} (53) سورة هود. راجع " دلائل النُّبوَّة " لأبي نُعيم الأصبهاني ص12.
20- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله–تعالى-أَقسَمَ بحياتِهِ:
قالَ اللهُ–تعالى-:{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر.
وعن ابنِ عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما-قال:ما خلق اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-وما ذرأ نفساً أكرمَعليه مِن مُحمَّد-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،وما سمعتُ الله-عَزَّ وجَلَّ-أقسمَ بحياةِ أحدٍ إلا بحياتِهِ،فقالَ: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ". دلائل النُّبوَّة ص12.
وقال ابنُ كثير-رَحِمهُ اللهُ-: (أقسمَ–تعالى-بحياةِ نبيِّهِ-صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه-،وفي هذا تشريفٌ عظيمٌ ومقامٌ رفيعٌ وجاه عريضٌ) تفسير ابن كثير (2/575).وقال العزُّ بن عبدِ السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-: (و الإقسام بحياة المُقْسَم يدلُّ على شرفِ حياتِهِ، وعزتها عند المُقْسِم بها،ولم يثبتْ هذا لغيرِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-) " بداية السول " ص37.
21- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بانشقاقِ القَمَرِ آيةً لَهُ:
قال–تعالى-:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (1) سورة القمر.
عن ابن مسعود-رَضيَ اللهُ عنهُ-قال: (انشق القمرُ على عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فرقتين فرقة فوق الجبل،وفرقة دونه، فقالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (اشهدُوا). البُخاريُّ–الفتح (8/483) رقم الحديث (4864) كتاب التفسير–باب وانشق القمر،وإنْ يروا آيةً يُعرضوا.
وعنه –أيضاً- قال: (انشق القمرُ مع النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فصار فِرْقتين،فقال لنا: اشهدُوا،اشهدُوا). البُخاريُّ – الفتح (8/484) رقم الحديث (4865) كتاب التفسير– باب وانشق القمر،وإن يروا آية يعرضوا.
22- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بحنينِ الجِذْعِ إليهِ:
عن ابنِ عمرَ-رَضيَ اللهُ عنهُما-،قال: " كان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يخطب إلى جذعٍ، فلمَّا اتخذَ المنبرَ (تحوَّل إليه) فَحَنَّ الجذعُ، فأتاه فمسحَ يدَهُ عليهِ ". البُخاريُّ – الفتح كتاب المناقب (6/696) رقم الحديث (3583) كتاب المناقب – باب علامات النُّبوَّة في الإسلام.
وقالَ العِزُّ بن عبد السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-: (ولم يثبتْ لواحدٍ من الأنبياءِ مثلُ ذلكَ) " بداية السول " ص39-40.
23- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-ببيانِ أمرِ الدَّجَّالِ بَيَاناً لم يُبيِّنُهُ نبيٌّ قبلَهُ لأمتِهِ:
عن ابن عمر- في حديث طويل -قال: (ثم قام النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في النَّاس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجالَ، فقال: إني أُنذركموه، وما من نبيٍّ إلا قدْ أنذره قومَهُ: لقد أنذرهُ نوحٌ قومَهُ، ولكن سأقولُ لكم فيه قولاً لم يقلْهُ نبيٌّ لقومِهِ: تعلمون أنَّهُ أعورُ، وأنَّ الله ليسَ بأعور). البُخاريُّ –الفتح – (6/199) رقم الحديث (3057)كتاب الجهاد والسير- باب كيف يُعرض الإسلامُ على الصَّبيِّ،ومسلم:كتاب الفتن، وأشراط الساعة – باب ذكر ابن صياد (4/2244) رقم الحديث (2931).
24- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الله أخذَ العهدَ والميثاقَ على الأنبياءِ أنْ يُؤمنُوا بِهِ:
قالَ اللهُ-تعالى-:{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبيّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَالِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (81) سورة آل عمران. قال ابن كثير -رَحِمهُ اللهُ-: " يقول الله- تعالى-: مهما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ بعد هذا كله، فعليكم الإيمانُ به ونصرتُهُ. وإذا كان هذا الميثاقُ شاملاً لكلٍ منهم تضمن أخذه لمُحمَّد- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من جميعهم، وهذه خُصوصيةٌ ليست لأحدٍ منهم سواه) " الفصول في سيرة الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- " (ص143-144) دار الكُتُب العلمية. ط/ الأولى 1405هـ.
25- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّ الله-عَزَّ وجَلَّ- أحلَّ له مكةَ ساعةً مِنْ نهارٍ:
عن ابن عَبَّاسٍ -رَضيَ اللهُ عنهُما- قال: قالَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يوم الفتح فتح مكة: (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا، وقال يوم الفتح فتح مكة: إنَّ هذا البلد حرَّمه الله يومَ خلق السماوات والأرض، فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحدٍ قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار) صحيح مسلم – كتاب الحج. باب تحريم مكة (2/986) رقم الحديث (1353).
مختارات