" في الإمارة والطاعة "
" في الإمارة والطاعة "
علمني الإسلام أن أكون مطيعًا لأولي الأمر إذا كانت أوامرهم موافقة لشريعة الإسلام، فإذا كانت مخالفة فلا سمع ولا طاعة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة».
والطاعة تكون في الأمور الكبيرة والصغيرة، وتكون ف الظروف الصعبة والسهلة، وتكون في الأمور الشخصية والعامة، فإن هذا يوجد تلاحمًا بين المسؤول والرعية وتشكيلًا فريدًا لمجتمع واحدٍ متماسك، وإن العيون ناظرة إلى المسؤول الأكبر، فإن أطاع الله في شعبه وأمرهم بما أمر الله به ورسوله وحفظ لهم كلياتهم، أطاعوه وأطاعوا أعوانه، وإذ نبذ كتاب الله خلف ظهره وأمرهم بهواه، وجد العنت فيهم، وخالف بينهم، فلا يهنأ ولا يهنأون.
ألا وإن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، وهذه سنته بين أيدينا، فمن أباها فقد عصى الله.
يقول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني».
ومع أن المسؤولية أمانة عظيمة يسأل عنها الناس ويحاسبون عليها يوم القيامة، إلا أن كثير من المسلمين يحرصون عليها، ويسلكون شتى السبل للوصول إليها، حتى لو كانت على أعناق الرجال، وهذا تهور وجهل بالمصير، واستخفاف بمكانة المسؤولية في الإسلام، ورد في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة».
وفرق بين من يطلب منه ويتودد إليه ليلي أمرًا للمسلمين، وبين آخر حريص عليها يطلبها وقد لا يكون أهلًا لها، فالأول يعينه الله، والآخر يكله إلى نفسه.
ويعرف الحريص من سؤاله ومحاولاته، وكان صلى الله عليه وسلم لا يولي الإمارة أحدًا سألها، أو كان حريصًا عليها، كما في الحديث المتفق عليه.
ومن يمن المسؤول والتفاؤل بتوفيقه أن يكون له مستشارون مؤتمنون، عاقلون متقون، يشيرون إليه بالأعمال الجليلة والمشاريع الحسنة، والخطط الناجحة والخطوات المباركة.
روى أبو داود بإسناد جيدٍ قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء، إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه».
مختارات