" الرفق والعدل بين الرعية "
" الرفق والعدل بين الرعية "
علمني الإسلام أن أرفق بالناس إذا وليت أمرًا لهم، وأن أنصحهم وأشفق عليهم، وألا أشدد عليهم، ولا أهمل مصالحهم، أو أغفل عنهم وعن حوائجهم، فإن الله سائلي عن هذا كله، فإن وفى الوالي وفى الله له، وإن خالف وكابر وبقي على ذلك حرم عليه الجنة، ففي الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة».
لأن أمثال هؤلاء المسؤولين أشرار مفسدون في الأرض، يستحقون الطرد والتعذيب، جزاء ما قاموا به من ظلمٍ وغش، وعسفٍ وتخويف، وأكلٍ لأموال الناس بالباطل، وقد وصفهم في حديث آخر متفقٍ عليه أن «شر الرعاء الحطمة»، وهم القساة الذين يظلمون، ولا يرقون للناس ولا يرحمونهم «فإياك أن تكون منهم».
إنما المطلوب هو القسط والإحسان، والرقة والرحمة، فهذا الذي يوجب الألفة والمحبة بين المسؤول ومن تحت يده، وبذا يتوطد الحكم، لأنه قائم على العدل والإحسان، لا الجور والطغيان، وبهذا أيضًا يسود الأمان والثقة في المجتمع، وفي حديث مسلم: «أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطانٍ مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال».
وفيه أيضًا: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم».
مختارات