" عائدة من تيه التقليد الأعمى "
" عائدة من تيه التقليد الأعمى "
قصة هذه الفتاة غريبة عجيبة؛ حيث كتب الله لها أسباب الهداية على يد طبيب زرع فيها الرعب والفزع، وجعلها تخاف الموت بالليل والنهار.. فتابت إلى الله وصلح حاله، وتركت ما كانت عليه من تقليد الغربيات في كل أنماط حياتها.. تقول: كنت أعيش أنا وأسرتي.. لم نكن نعرف من الإسلام شيئًا.. لا صلاة.. ولا غيرها من العبادات.. كل أفراد أسرتي في ضلال وانحراف وضياع.. كنا نعيش حياة على النمط الغربي..
وفي يوم من الأيام ذهبت إلى المستشفى لتحليل الدم، فلما عدت المساء لأخذ نتيجة التحليل، نودي على اسمي، فإذا برئيس المصلحة المخبرية يهمس في أذني قائلاً: يؤسفني أن أقول لك أنك مصابة بداء «السيدا».
نزل علي هذا الخبر كالصاعقة.. وكدت أن أصاب بالإغماء، وطلبت من رئيس المصلحة أن يبقى هذا الأمر سرًا بيننا، ثم طلب مني رقم الهاتف لاستدعائي عند الحاجة، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة..
وعدت إلى المنزل وأنا لا أتمالك نفسي من البكاء، ولم أنم تلك الليلة من شدة الخوف، فقد استلقيت على فراشي وأنا لا أدري ماذا أصنع.. كنت في حالة من الهلع والفزع وأنا أتخيل ملك الموت وهو يبحث خطاه إلي، إنه أمر لم أحسب له حسابًا من قبل.. تذكرت حياتي وأيامًا بارزت الله فيها بالعصيان.. غافلة عن حقيقة كبرى اسمها الموت.. وفي تلك اللحظة تبت إلى الله عز وجل، وعاهدته على الاستقامة وبكيت كثيرًا، فها هو ملك الموت يقترب مني فماذا أنتظر؟
ومن الغد بدأت أصلي، واشتريت مصحفًا، فكنت أقرأ فيه ليل نهار، فتعجب أهلي من هذا التحول المفاجيء ! ثم ارتديت الحجاب فزاد تعجبهم، وصاروا يستهزؤون بي ويقذفونني بالكلمات الجارحة، ولكنني لم أبال بهم، بل لم يزدني ذلك إلا إصرارًا واستمرارًا في السير في هذا الطريق، وكنت أدعو الله في كل يوم أن يغفر لي ذنوبي، وأن يرحمني، وبعد شهر تقريبًا تلقيت مكالمة هاتفية من طرف رئيس مصلحة المختبر بالمستشفى، رفعت سماعة الهاتف وقلبي يخفق، وأعضائي ترتجف.. وكانت المفاجأة !! قال لي: إنني أعتذر عن الخطأ الذي حصل، إن نتيجة تحليل دمك سليمة، أما النتيجة الأولى فهي لشخص آخر غيرك..
كدت أطير من الفرح، وحمدت الله عز وجل الذي كتب لي حياة جديدة لأعمرها بطاعته – سبحانه – واتباع مرضاته، لا باللهو واللعب والغفلة والضياع» (العائدون إلى الله).
أختي المسلمة...
فهذه الفتاة.. كانت ممن ضيع حياتها في أحضان التغريب.. ولكن لطف الأقدار تداركها لتعود إلى رشدها ومصدر عزها.. في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم !!
ولقد سجلت بعودتها من رحلة الضياع هذه مفخرة لنفسها وأمتها.. لاسيما في هذه الأعصار.. حيث تهافتت معظم الفتيات على تقليد الغربيات في اللباس والكلام والمأكل والمشرب وغير ذلك من نواحي الحياة.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار مطلقًا: «من تشبه بقوم فهو منهم» [رواه أبو داود وصححه ابن حبان].
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين، فقال: «إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها» [رواه النسائي والحاكم وصححه].
مختارات