يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
توهم المسلمين أن الجنة لهم وحدهم:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(208) ﴾
(سورة البقرة)
الآيات التي تتحدث عن السلم والسلام تقترب من مئة وسبعين آية، من هذه الآيات:
﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(111) ﴾
(سورة البقرة)
ويتوهم المسلمون وهم على تقصير في أداء العبادات، وتقصير في طاعة النبي عليه الصلاة والسلام يتوهمون أن الجنة لهم وحدهم.
الجنة لمن انصاع لأمر الله و استسلم له:
الرد الإلهي على كل من يدّعي أنه سيدخل الجنة دون أن يدفع ثمنها:
﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(111) ﴾
(سورة البقرة)
من هو الذي يدخل الجنة؟
﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ (112) ﴾
(سورة البقرة)
خضع لله، استسلم لله، انصاع لأمر الله، من أدق تعريف العبادة أنها: غاية الحب، وغاية الخضوع لله عز وجل، فالخضوع لله في كل ما أمر، وفي ترك كل ما نهى هو حقيقة الإسلام، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ الأولون دعوة:
كل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا
***
أما الذي يستحق الجنة
﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ﴾
يعني طبق منهج الله.
الانتماء الشكلي للأديان انتماء فارغ لا قيمة له:
الآن عمله فيه إحسان:
﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(112) ﴾
(سورة البقرة)
آية تشبه هذه الآية أنا أراها مهمة جداً دققوا:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62) ﴾
(سورة البقرة)
الذين آمنوا يعني المسلمون، الذين هادوا اليهود، والنصارى، والصابئين، بأدق المعاني من لا دين له، المصطلح هذا العلمانيون الذين لا ينتمون إلى دين إطلاقاً، هناك معنى دقيق بهذه الآية ضمني، يعني الانتماء الشكلي لهذه الأديان دون أن يكون في العلم ما يؤكد هذا الانتماء هذا انتماء فارغ ولا قيمة له، وهؤلاء الأربع سيان، والآن الأرض تعج بالحروب لا يوجد انتماء هناك فقط تعصب، هذا التعصب من دون انتماء أو انتماء شكلي من دون تطبيق هذا التعصب سبب ما تعانيه البشرية:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ (62) ﴾
(سورة البقرة)
سواء انتماء شكلي ليس هناك تطبيق، ليس هناك التزام، ليس هناك خضوع، ليس هناك استسلام، دينهم دين الشهوات لا عبادة رب الأرض والسماوات.
من آمن بالله إيماناً يحمله على طاعته نجا من عذاب الله يوم القيامة:
دقق الآن:
﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ (62) ﴾
(سورة البقرة)
يعني من آمن بالله إيماناً يحمله على طاعته:
﴿ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (62) ﴾
(سورة البقرة)
وآمن باليوم الآخر إيماناً يمنعه أن يؤذي مخلوقاً:
﴿ وَعَمِلَ صَالِحًا (62) ﴾
(سورة البقرة)
أدى واجباته بالتمام والكمال، إذا كان طبيباً نصح المرضى، إن كان محامياً نصح الموكلين، إن كان موظفاً سهّل مصالح المواطنين، إذا كان تاجراً باع بضاعة جيدة بسعر معتدل بمعاملة طيبة:
﴿ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62) ﴾
(سورة البقرة)
هؤلاء الذين ينجون يوم القيامة.
الانتماء الشكلي إلى الدين لا يقدم ولا يؤخر ولا وزن له عند الله عز وجل:
آية ثانية:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62) ﴾
(سورة البقرة)
معنى ذلك أن حقيقة الدين ليس أن تقول أنا مسلم، ليس أن تضع لوحة في البيت فيها آية الكرسي فقط، البيت كله معاصي وآثام، ليس أن تضع مصحفاً على السيارة والعيون تبحلق في محاسن النساء، ليس أن تفتح محلاً تجارياً وتكتب إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً والبضاعة كلها محرمة والبيع فيه شبهات وفيه مخالفات، المشكلة هذا الانتماء الشكلي إلى الدين لا يقدم ولا يؤخر، ولا وزن له، ولا قيمة له، والمسلمون يعدون مليار وخمسمئة مليون وليس كلمتهم هي العليا وليس أمرهم بيدهم وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل.
لن نقطف ثمار هذا الدين إلا إذا طُبق من قبل جميع الناس:
أيها الأخوة:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (208) ﴾
(سورة البقرة)
اخضعوا، أما كلمة كافة، أنت مثلاً لو ذهبت إلى العمرة ورأيت النساء في مكة والمدينة محجبات تلمس بيدك عظمة الحجاب، أما تتحجب إنسانة بين مئة إنسانة سافرة أنت طبقت الحجاب، أهلك محجبات وأنت تغض البصر عن محاسن النساء جيد جداً لكن ثمرة هذا الأمر لم نحصل عليها، لأن الأمر غير مطبق بشكل جماعي انظر الآية:
﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾
، لتوضح الفكرة أنت معك هاتف محمول ولك خمسون صديقاً ما معهم هذا الهاتف لا قيمة لهاتفك، لو كل من حولك معه هذا الهاتف تشعر بقيمة هذا الهاتف، فأحياناً يطبق المنهج فئة قليلة الأكثرية غير مطبقة، لذلك لا نقطف ثمار الدين، كل شخص ذهب إلى العمرة هناك الحجاب إلزامي يشعر أنه يعيش بصفاء يمضي عشرين يوماً لا يحس بأي خاطر نسائي، لأن النساء محجبات، إذاً قد لا نقطف ثمار هذا الدين إلا إذا طبقناه جميعاً، لو طبق الدين من قبل جميع الناس تحس براحة نفسية، تعيش بين أناس منصفين صادقين لا يأكلون المال الحرام:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (208) ﴾
(سورة البقرة)
منهج الله عز وجل منهج يصلح لكل عصر و زمان:
الآن هناك ملمح ثالث:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا (136) ﴾
(سورة النساء)
معنى الإيمان درجات قد يكون الإيمان بدرجة لا تكفي لسلامتك وسعادتك، فكلما ارتقيت إلى مستوى في الإيمان هناك مستوى أعلى منه،
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾
، إذاً السلم هنا الانصياع لمنهجه، الخضوع لأمر الله، هناك من يقول هذا النظام الإسلامي لا يصلح لهذا العصر، تحريم الربا لا يتناسب مع الاقتصاد والتنمية مثلاً، حجاب المرأة يعطل نصف المجتمع، هناك من يقول هذا، لم يرَ أن هذا منهج خالق السماوات والأرض، لم يرَ أن هذا المنهج منهج الخبير، منهج العليم، منهج من خلقك لجنة عرضها السماوات والأرض، توهم أن هذا الشيء يعيق الحياة العصرية، فأي إنسان يرفض حكم شرعي ثابت بالقرآن والسنة لم يدخل في السلم، الذي يعترض على قطع يد السارق لم يدخل في السلم كافة، هذا ليس من عند البشر من عند خالق البشر، يعني كل ثلاثين ثانية ترتكب في بعض البلاد الغربية جريمة قتل أو اغتصاب أو سرقة، الآن صار في قناعة إن لم تكن هناك عقوبات عالية جداً، صدر قانون السير الجديد، قبل هذا القانون سرعات عالية جداً أسبوعياً هناك حوادث مروعة، ثلاثون قتيلاً، ثلاثة عشر قتيلاً، يومياً الآن هناك سرعات وهناك مراقبة، يبدو أنه لابدّ من ردع، سأل بعض الأشخاص الإمام الشافعي عن قطع اليد، قال: يد بخمس مئين عسجد وديت.
هذه اليد إذا قطعت عدواناً ديتها عشر مئات، يعني ألف دينار ذهبي، قريب مليون ليرة.
يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار
***
لو أنها سرقت ربع دينار تقطع، أما حينما تقطع خطأً أو تقطع بعدوان ديتها ألف دينار ذهبي.
يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار
***
فأجاب الإمام الشافعي:
عز الأمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة فأفهم حكمة الباري
***
لما كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت.
الشرع ليس منتجاً أرضياً إنما هو منتج سماوي من عند خالق الأكوان:
أيها الأخوة،
﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾
خضوع دون اعتراض:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1) ﴾
(سورة الحجرات)
لا تقترح اقتراحات، ماذا يكون لو سمحنا بفائدة على القرض هذا المال له قوة شرائية مع مضي الزمن تنخفض قوته الشرائية، الله عز وجل قال:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ (208) ﴾
(سورة البقرة)
هذا الشرع ليس منتجاً أرضياً خاضعاً للدرس، والبحث، والتعديل، والتطوير، والزيادة، والحذف، لا هذا منتج سماوي، هذا من عند خالق الأكوان:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) ﴾
(سورة المائدة)
الإكمال نوعي، والإتمام عددي، أي أن عدد القضايا التي عالجها الدين تام عدداً و طريقة المعالجة كاملة نوعاً،
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (3) ﴾
البشرية كلما تطورت تكتشف أنها في خطأ كبير وتعود إلى منهج الخالق سبحانه:
هذا المنهج الإلهي ليس منتجاً أرضياً، بعض المثقفين يتفلسفون يقول التراث الإسلامي، التراث الإسلامي ليس من عند البشر من عند خالق البشر، يعني الاتحاد السوفيتي قبل أن ينهار أعتقد بعام حرم الخمر، الآن البشرية كلما تطورت تكتشف أنها في خطأ كبير، هل تصدقون أن هناك دعوة قوية جداً في أمريكا لإنشاء جامعات ليس فيها اختلاط، ثلاثمئة وخمسين ألف جنين يجدونه في أماكن في الحاويات في أطراف الحدائق هذه كلها من حمل السفاح.
من رفض الدين احتقر نفسه:
على كل:
﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (130) ﴾
(سورة البقرة)
أنت أحياناً تحتقر شيئاً، بيت صغير ليس فيه ميزات، تستدعي أن تشتريه ترفضه احتقاراً له، تحتقر وظيفة دوامها طويل ودخلها قليل، قد تحتقر تجارة متعبة تحتاج إلى دوام عشرين ساعة مثلاً، فأنت قد تحتقر أشياء وترفضها إلا أنك إذا رفضت هذا الدين الإلهي تحتقر نفسك:
﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (130) ﴾
(سورة البقرة)
الله عز وجل خلق الإنسان ليسعده و يرحمه:
الآن الله عز وجل:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ (23) ﴾
) سورة الحشر (
الله سلام خلقنا للسلام، خلقنا لدار السلام، خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض، خلقنا لنسعد، خلقنا ليرحمنا:
﴿ إ لاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
(سورة هود الآية: 119)
الله تعالى يدعو الإنسان إلى دار السلام بعد الموت ويهديه سبل السلام في الحياة:
لذلك:
﴿ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ﴾
(سورة يونس الآية: 25)
يدعوك إلى دار السلام، يدعوك إلى جنة فيها:
(أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ...)
[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
الله عز وجل هو سلام ويدعو إلى دار السلام، الآن:
﴿ يهدي به الله من اتبع رضوانه سُبُلَ السَّلاَمِ ﴾
(سورة المائدة الآية: 16)
يهديك أيها المؤمن سبل السلام، سلام في بيتك، أنت مستقيم، غض بصرك وضبط علاقاتك مع النساء يجعلك زوجاً ناجحاً وزوجتك تعرف ذلك تتفانى في محبتك، في سلام في بيتك، تجارتك قائمة على منهج الله لا يوجد عندك إفلاسات، علاقاتك الاجتماعية علاقات منضبطة، لا يوجد عندك فضائح، هو يدعوك إلى دار السلام بعد الموت، ويهديك سبل السلام في الحياة.
خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط:
هناك فكرة دقيقة جداً، أنت لك مليارات الموضوعات لك أن ترفضها، فلك فيها خيار القبول أو الرفض، أنت مخير قد ترفض مليارات الموضوعات، تملك خيار القبول أو الرفض، إلا أن موضوعاً واحداً خيارك فيه خيار وقت فقط، كيف؟ الإيمان إما أن تؤمن في الوقت المناسب قبل فوات الأوان، وإما أنه لابدّ من أن تؤمن بعد الموت:
﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ﴾
(سورة ق)
من هو أكفر كفار الأرض؟ فرعون الذي قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) ﴾
(سورة النازعات)
قال تعالى عن فرعون حينما أدركه الغرق:
﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ (90) ﴾
(سورة يونس الآية: 90)
فخيارك مع الإيمان خيار وقت فكرة خطيرة جداً، لو أن الإنسان كان أكبر كفار الأرض عند الموت يؤمن ويستسلم فرعون:
﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (90) ﴾
(سورة يونس الآية: 90)
الإنسان إما أن يستقيم على أمر الله أو تأتيه علاجات الله عز وجل:
أيها الأخوة، الله رحيم وهو رب العالمين قال:
﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ (54) ﴾
(سورة الزمر)
فإن لم تفعلوا:
﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(54) ﴾
(سورة الزمر)
الله يعالج فإما أن تستقيم على أمره وإما أن تصل إليك علاجات ربك جلّ جلاله:
﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(54) ﴾
(سورة الزمر)
عدم استواء المسلمين مع المجرمين:
لكن:
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) ﴾
(سورة القلم)
الذين خضعوا لهذا المنهج وطبقوه في بيوتهم، وفي أعمالهم، وفي تجارتهم، وفي لهوهم، وفي فرحهم، وفي أحزانهم، وفي حلهم، وفي ترحالهم:
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) ﴾
(سورة القلم)
مستحيل وألف ألف مستحيل أن يعامل من استسلم لله كما يعامل من لم يستسلم له.
المؤمن مصدر أمن و طمأنينة و خير لكل الناس:
أيها الأخوة، هناك بعض النقاط الدقيقة ينبغي أن أشير إليها، المؤمن سلمه لكل من حوله مصدر أمن، شرّ الناس من اتقاه الناس مخافة شره، مصدر أمن لكل الناس، مصدر عطاء، مصدر خير، مصدر طمأنينة، مع كل ما حوله ومع كل من حوله، النبي عليه الصلاة والسلام رأى شخصاً يذبح شاة أمام أختها فغضب وقال أتريد أن تميتها مرتين هلا حجبتها عن أختها؟
التحريش بين المسلمين والمباحات ورقتان بيد الشيطان يستخدمهما دائماً:
الشيء الثاني أهم شيء:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(208) ﴾
(سورة البقرة)
الشيطان يتمنى عليك أن تكفر فإن وجدك مؤمناً تمنى عليك أن تشرك، إن وجدك موحداً تمنى عليك أن ترتكب الكبيرة، إن رآك على طاعة تمنى عليك أن ترتكب الصغيرة، إن رآك على ورع بقي معه ورقتان رابحتان التحريش بين المسلمين والمباحات، يغرق في المباحات حتى يستهلك عمره في دنياه يأتيه ملك الموت وهو مفلس، الشيطان يغريك بخطوة تليها خطوة فإذا أنت في قاع الوادي لذلك:
﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ (208) ﴾
(سورة البقرة)
قال تعالى:
﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾
(سورة البقرة الآية: 187)
إذاً آية اليوم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(208) ﴾
(سورة البقرة)
والحمد لله رب العالمين
مختارات