" الإعجاب ضياع "
" الإعجاب ضياع "
تقول إحدى المعجبات: كنت ممن أعجب بالمعلمات؛ لكنني كنت أعجب بالمعلمة ذات الشكل والهيئة الحسنة، فتصبح تلك المعلمة كل تفكيري وكل كياني، وكانت لدي مذكرات أدون فيها كل ما يحدث لي من معجبتي، حتى وصل بي الحد إلى أنه إذا ابتسمت لي معلمتي التي أحبها أعود إلى البيت فرحة مسرورة وأمسك دفتر مذكراتي وأكتب فيه أن معلمتي ابتسمت لي اليوم.. هكذا، وكنت كلما انتقلت من مرحلة إلى مرحلة أعجب بمعلمة غير تلك التي كنت معجبة بها من قبل، فأكون علاقة جديدة، مع معلمة أخرى وأنسى تلك الأولى وهكذا..
وعندما دخلت الجامعة أخذت أقلب أوراقي القديمة ومذكراتي المضحكة، وإذا بها كلام يتعجب منه العاقل، فقمت مسرعة وبكل أسى على تلك الأيام التي ذهبت مني سدًا في تفاهات لا نفع منها.. أمزق هذه الأوراق وأمحوها من الوجود (فتياتنا والإعجاب لنوال بنت عبد الله).
أختي المسلمة..
من لطف الله بهذه الأخت المسلمة أنها لم يملك الإعجاب قلبها، ولم يتغلغل في سويدائه كما هو حال كثير من المعجبات بصور البنات، ولذلك فإن نهايتها لم تكن أبلغ في التأثير ممن أصابهن الهوس والمرض النفسي فدخلن على أثر عشقهن للصور إلى المصحات النفسية ومنهن من طرحن في الفراش حتى الموت.
فالإعجاب عشق مذموم؛ لأنه سلوك شاذ يقتضي تعلق الفتاة بأختها من جنسها وقد انتشر في كثير من التجمعات النسائية، لذا وجب الحذر الشديد منه، فهو أخطر على النفس من كثير من المعاصي والسيئات؛ لأنه يشغل القلب عن الله.. ويوقع المعجبة في الأوهام والوساوس والأفكار الفاسدة، فتأثيره على النفس والفكر أبلغ من تأثير الخمر والمخدرات، فهو يجعل المعجبة طالبة من عشقتها المحال، وما لا تستطيع إليه وصال، فكم ضيع من فتاة.. فأفسد عليها عقلها وكان سببًا في انفصالها عن دراستها وانحطاط مكانتها في أهلها.. ولم تزل الداعيات الصالحات يدون أخباره وحوادثه وينصحن الأخوات من مغباته وآثاره (فتياتنا والإعجاب لنوال بنت عبد الله) ويقدمن سبل العلاج من سكراته.
مختارات