" من أسباب دفع العقوبات : الصدقة "
" من أسباب دفع العقوبات: الصدقة "
الصدقة: مواساة من المسلم الذي آتاه الله من فضله لأخيه الفقير المحتاج، حيث يشعر الفقير أن له محبة في قلب أخيه المسلم، والصدقة تأتي في الكتاب والسنة بمعنى الزكاة الواجبة، وتأتي بمعنى التطوع، فإذا كانت مقرونة بالصلاة فهي الزكاة الواجبة. وأما غيرها فيوضحها المعنى السابق لها، ولذا حث الله سبحانه وتعالى عليها، وسماها قرضًا، فقال تعالى: " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً " [البقرة:245].
ومما يحتاج إلى التنبيه عليه:
تحريم المن والأذى في العطية: قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى " [البقرة:271] فبين أن المن في العطية، وكذا أذية التصدق عليها سبب لإبطالها.
وكذلك استحباب الإسرار بها: قال تعالى: " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " [البقرة:271] وإخفاؤها، سبب لإظلال الله عبده يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أقرضته يمينه» [أخرجه البخاري رقم:6806 ومسلم رقم:1031].
وكذا الإكثار منها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن ظل المؤمن يوم القيامة في صدقته»[أخرجه الإمام أحمد 4/147/148].
وتستحب الصدقة في حال الصحة والقوة والنشاط لما روى أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرًا قال: «أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى» [أخرجه البخاري رقم:893 ومسلم رقم:1032].
هذه بعض الأمور التي يجب أن يراعيها المسلم حينما يتصدق لأجل أن ينال ما وعد الله سبحانه وتعالى في الصدقة، ولأجل أن يظهر في مجتمعنا التنافس والتسابق إلى الخيرات والعمل بالمشروعات الإسلامية في أنحاء المعمورة لنشر الإسلام، وتدمير ما يكيد له أعداؤه.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، جاءه رجل بناقة مخطومة فقال هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة» [أخرجه مسلم رقم:1892].
فهذا الحديث يشعر بأن صدقته سيزيدها الله سبحانه وتعالى وستتضاعف في ميزان حسناته.
والصدقة كلما كان المسلمون إليها بحاجة كما هو الواقع اليوم، لدفع بعض المشروعات الخيرية إلى الإمام، كانت أكثر ثوابًا وأعظم أجرًا.
وللصدقات ثمرات في الدنيا والآخرة فمن ثمراتها:
أولًا: إطفاء غضب الرب الذي نحن نلجأ إليه ونتضرع إليه، في أن يرفعه عنا بسبب ما اقترفته أيدينا من المعاصي.
ثانيًا: دفع ميتة السوء: التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم «إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء» [أخرجه الترمذي رقم 664].
ثالثًا: إن منع الصدقات يزيل النعم، ويخرب الديار العامرة، كما ذكر الله في قصة أصحاب الجنة المذكورة في سورة القلم قال الله تعالى: " فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ " إلى قوله: " فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ " [القلم:23،24].
رابعًا: إن منع الزكاة والصدقات سبب لمنع القطر من السماء، قال صلى الله عليه وسلم: «ولا مَنَعوا الزكاةَ إلا حُبِسَ عنهم القطرُ» [ صحيح الجامع] فالجزاء من جنس العمل، فإذا منع الأغنياء الضعفاء من حقوقهم في أموالهم، منع الله الرحمة والبركة من السماء، وأنه ليحكي واقعنا الذي نعيشه اليوم في كثرة طلب السقيا، ولا نسقى والمنع بسبب ذنوبنا ومعاصينا.
خامسًا: أنها تطفئ عن أهلها حر القبور، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الصدقةَ لتُطفئُ عن أهلِها حرَّ القبورِ، وإنما يستظلُّ المؤمنُ يومَ القيامةِ في ظِلِّ صدقتِه» [السلسلة الصحيحة].
سادسًا: أنها العلاج الناجح لجميع الأمراض القلبية والبدنية، قال صلى الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة» [صحيح الجامع].
فما أحوجنا جميعًا لهذا الثمرات – الصغير والكبير والآمر والمأمور، وبالأخص دفع الصدقات إلى من هم محتاجون إليها، بشراء ما يدفع كيد الأعداء عن بلادهم، كمثل الأقليات الإسلامية في جميع أنحاء المعمورة.
مختارات