" الدعوة في بيوتنا "
" الدعوة في بيوتنا "
حين يكون الحديث عن أمر الدعوة إلى الله يظن البعض أن الأمر متعلق بالصين والهند والشرق والغرب، وما علم أن الأمر من تحته وأقرب إليه من ذلك كله.
فأول أمور الدعوة أن يأخذ الإنسان نفسه على الحق وهذه أعظم دعوة، يتوب من المعاصي والذنوب ويستزيد من الصالحات ويحافظ على النوافل قدر المستطاع، ولا بد أن يحدث له توبة من ترك النوافل والمستحبات فيتوب من تضييع السنن الرواتب، ويتوب إلى الله من التفريط في المسارعة إلى الصف الأول، ويتوب إلى الله من هجر القرآن، ويتوب إلى الله من قلة ذكره سبحانه وتعالى، ويتوب إلى الله من إضاعة الأوقات دون فائدة.
ثم هو مع هذا كله يبدأ خطوة في إصلاح منزله وأولهم والداه وزوجته وأبناؤه وقرابته كل بحسبه " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ".
ويسهم بين حين وآخر في محاولة دعوة أسرته وقرابته في الاجتماع الأسبوعي أو الشهري، ويعين أهل الحي وخاصة الجيران على الصلاة وتفقد أبنائهم.. إنها قائمة طويلة لو تتبعتها لوجدت في نهايتها صلاح المجتمع بعامة !
ونحتاج لتحقيق ذلك كله إلى أمرين هامين:
الأول: الرفق واللين، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ويقول الله تعالى عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ".
الثاني: الاستمرار والمداومة، فإن البعض يدعو مرة ثم يتوقف، والأمر ليس بذاك، بل هو أمر مستمر ودعوة قائمة حتى يموت الإنسان؛ ونوح عليه السلام مضى عمرًا طويلاً يقارب الألف عام، وهو يدعو والنبي صلى الله عليه وسلم مكث سنوات وليس معه إلا الرجل والرجلان، وما وهن، أو تراجع، أو توقف.
مختارات