(تو الله)
أرسل لي أحدهم يستشيرني في والدته، التي تحتاج لعلاج من مرض كأنه عضال؛ لكنها تمتنع من خطوات الدواء وإجراءاته، وهو يريد برها والإحسان إليها، ويسأل:
هل البر تركها على راحتها؟
فنقلت له كلام العلماء في حكم التداوي، وأنه مستحب قول جمهورهم، وأنه ما دام أنها مدركة وعاقلة فهي تختار لنفسها.
لكنني عدت للتدقيق في الرسالة وفيها كلمة لافتة؛
وهي أن أمه تقول: خلوني تو الله
والتو من معانيه في لغة العرب: البناء أو الشيء المنتصب.
وفي لهجتنا في رجال الحجر وربما غيرهم تستعمل بهذا المعنى
فلان توّ فلان أي أنه ماثل منتصب أمامه
والبيت توَّك أي: منتصب أمامك.
استوقفتني طلبها هذا!
التي تعني به:
دعوني مطروحة لتدبير ربي
اتركوني وأوجاعي وأسقامي وربي
أذهبوا بطبكم وأدويتكم بعيدا
دعوني أستشفي بالدعاء وتجريد التوكل.
خلوني تو الله
رددت هذه الكلمة مرارا.
وأنا أستشعر هموم المريض المنقطع إلى ربه اليائس من جميع خلقه.
أقيموني بين يدي الله فحسب
وهي مؤمنة تعلم أن الله يراها في كل حين
لكنه تعرض لنظر خاص من ربها
تو الله
ها أنا يارب بجسدي المنهك المتعب المريض
ها أنا بقلبي المنكسر المكروب الأسيف
أمامك يارب
ها أنا وقد انقطعت بي الآمال من كل شيء إلا منك.
ها أنا يائسة من الأطباء والتحاليل. والمستشفيات والمختبرات والأدوية والعينات.
ها أنا أمامك يا أرحم الراحمين
هذا معنى تو الله
في لهجة المؤمنة الحجرية الموحدة
مختارات