النسمة الرابعة : الموعد الجنة (7)
13. آخر الداخلين: ورد فى حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن: «آخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يقول الله له: تمن، فيسأل ربه ويتمنى، حتى إن الله كرما منه وفضلا يذكره بنعم يطلبها، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله ذلك لك ومثله معك».
قال عطاء بن يزيد (روى الحديث عن أبى هريرة): وأبو سعيد مع أبي هريرة لا يرد من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله عز وجل قال لذلك الرجل: ومثله معك. قال أبو سعيد: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة. قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «ذلك لك وعشرة أمثاله». قال أبو هريرة وذلك آخر أهل الجنة دخولا الجنة (صحيح كما فى ص ج ص رقم 1557).
هنيئا لك يا سعيد: قال هشام بن يحى الكناني: غزونا الروم سنة ثمان وثلاثين وعلينا مسلمة بن عبد الملك، وكان معنا رجل يقال له: سعيد بن الحارث، ذو حظ من عبادة.. يصوم النهار ويقوم اليل وما رأيته في ليل ولا نهار إلا فى حالة اجتهاد، فإن لم يكن وقت الصلاة أو كنا نسير لم يفتر عن ذكر الله ودراسة القرآن، فأدركني وإياه النوبة ذات ليلة فى الحراسة ونحن محاصرون حصن الروم قد استصعب علينا علينا أمره. فقلت له: نم قليلا، فإنك لاتدري ما يحدث من أمر العدو فإن حدث شيئا كنت نشيطا، فنام إلى جانب الخباء، وأقمت في موضعي أحرس، فبينما أنا كذلك إذ سمعت سعيداً يتكلم ويضحك ثم مد يده اليمنى كأنه يأخذ شيئا ثم ردها بلطف وهو يضحك، ثم قال: فالليلة، ثم وثب من نومه وثبة استيقظ لها، وجعل يهلل ويكبر ويحمد الله سبحانه وتعالى، فقلت له: خيراً يا أبا الوليد، إني قد رأيت الليلة منك عجبا فحدثني بما رأيت. قال: أو تعفيني؟! فذكرته حق الصحبة فقال: رأيت رجلين لم ير قط مثل صورتهما كمالاً وحسنا، فقالا لي: يا سعيد.. أبشر فقد غفر الله ذنبك وشكر سعيك وقبل عملك واستجاب دعائك، فانطلق معنا حتى نريك ما أعد الله لك من النعيم.
مختارات