" بشائر وإنذارات السنة "
" بشائر وإنذارات السنة "
وكما جاء القرآن مبشرًا ومنذرًا وواصفًا تلكم الأوصاف، وحاثًا عليها، فقد جاءت السنة الغراء، بالبيعة به على كل مسلم.
جاءت بالبيعة على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
* روى البخاري ومسلم – رحمهما الله تعالى – عن عبادة بن الصامت، عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخشى في الله لومة لائم» (أخرجه البخاري وسلم).
* روى الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» (أخرجه مسلم).
* وروى الإمام مسلم – أيضًا – عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم»(أخرجه مسلم).
ولا يفهم أن درجة الكراهة أقوى من درجة الإنكار، فالبراءة هنا محمولة على من كره بقلبه إذا لم يكن له مجال في استعمال اللسان؛ ولا في استعمال اليد.
مختارات