" أهمية هذا الأمر "
" أهمية هذا الأمر "
بعد هذا البيان من الكتاب والسنة، وبعد هذا التذكير والتنبيه اللذين نذكر بهما من جفوا في هذا الأمر. وننبه وننصح بهما من لديهم بقايا عسى أن يقوى ذلك في قلوبهم.
فإننا بهذه الآيات، وبهذه الأحاديث، وبهذه اللفتة، وبهذه الذكرى، إنما ندعو علماء المسلمين، وشباب المسلمين ومفكريهم، والغيورين على دعوة الإسلام، والذين يدركون فساد الوضع وخطورة الموقف، وضرورة الأخذ بالمبدأ القائل: «لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».
* ندعوهم بأن ينفضوا الغبار، وبأن يتقوا الله؛ وبأن يخافوا الله، وبأن يهبوا ويرسلوها صيحة حق، ودعوة هدى، إلى إصلاح ما اعوج من أمر المسلمين، وإلى إقامة ما فسد من أمر الأمة في مجال حكم أو تحاكم أو سلوك أو اعتقاد أو معاملة، أو صلة بغيرهم ممن ليسوا على دينهم.
* إننا ندعوهم أن يلبوا نداء الداعية، نداء الحق الذي يقول: " فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ " [هود: 116].
* نداء الحق العالم بما يترتب على القيام بهذا الأمر من نجاة وعزة وكرامة وعلو في الدنيا والآخرة، وطيب محيا وطيب ممات.
* وما يترتب على إهماله من هلكة وذل وهوان وتفرق، ولا حول ولا قوة إلا الله.
* نداء من يقول: " يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " [الأنفال: 24].
والذي به حياتنا أن نرجع إلى أصولنا، وأن نقوم بواجبنا وأن ننظر في سيرة أسلافنا الذين قاموا بهذا الأمر، فنقتدي بهم خير اقتداء.
ثم قال تعالى في آخر الآية: " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً " [الأنفال: 24، 25].
ويقول رسولنا صلى الله عليه: في مجال ندب المصلحين ندب العارفين، الشاعرين بخطورة الوضع، وتدهور الموقف، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرفنا في نصيبنا خرفًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وأن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا» (أخرجه البخاري).
* إن لم يأمر المصلحون بالمعروف !!
* إن لم ينتفضوا للإصلاح !!
* إن لم يقوموا بأمر الله؛ هلكوا جميعًا !!
أيها المسلم:
هذه تذكرة وموعظة لأهمية هذا الأمر، وليعيها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ونأتي الآن على شيء من التفصيل في عناصر هذا الموضوع، وما توفيقي إلا بالله؛ عليه توكلت؛ وإليه أنيب.
مختارات