" المَعْلم الحادي عشر "
" المَعْلم الحادي عشر "
من المهم جدا أن يرى الطفل المُثل النظرية التي يطالب بتنفيذها مطبقة على أرض الواقع من قبل الأشخاص الذين يعتبرهم قدوة له،ولاسيما الآباء والمعلمين.
إن التربية بالقدوة من أبرز معالم المنهج النبوي في تربية الأطفال والناشئة فسائر شؤون حياته صلى الله عليه وسلم كانت محلا للأسوة الحسنة كما قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " [الأحزاب: 214]، ولم تكن هذه السيرة النبوية سرية مغلقة لا يطلع عليها إلا الخاصة بل كانت علنية يعرفها الصغار والكبار.
أي تربية أكمل من أن طفلا صغيرا كابن عباس يبيت يوما عند قدوته صلى الله عليه وسلم: «فيراه وهو يقوم بعد مضي شطر الليل فيتوضأ ثم يصلي من الليل ويتهجد قائما بين يدي الله تعالى» [متفق عليه]، هذا الموقف العملي يربي الناشئ على الإخلاص لله تعالى وخشيته والتقرب إليه بالصلاة والتهجد دون أن يتكلم المربي بكلمة واحدة تحث الطفل على ذلك.
واليوم غالب القدوات المبرزة والشخصيات المشهورة من نجوم الفن والغناء والرياضة ليست مؤهلة لتربية الجيل وإكسابه القيم المطلوبة وليس سلوكها العملي مما يعزز هذه القيم ويدعو إليها ولذلك فإن الحاجة ماسة إلى تلمس مواطن القدوة من سيرته صلى الله عليه وسلم وإعادة عرضها للناشئة بأسلوب جذاب متقن يراعي مداركهم وينسجم مع واقع عصرهم، وقدوات حسنة معاصرة.
مختارات