" متى أدعو ؟ "
" متى أدعو؟ "
يدعو الإنسان في كل وقت ؛ فالدعوة عبادة، والعبادة نهايتها الموت " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " [الحجر: 99].
يراعي في ذلك المكان والمناسبة، فليس للدعوة مكانًا ولا حدًا ولا زمانًا.
أذكر أن داعية من الجنسية الفلبينية سافر معنا إلى حيث افتتاح مكتب جاليات في بلدة الحناكية على طريق مكة القديم، وكلما مررنا ببلدة أو قرية سألنا: ما أسمها؟ وكان معه دفترًا يسجل فيه كل المعلومات التي يحصل عليها.
فلما سألناه: لماذا تسجل هذه المعلومات؟ قال: حتى إذا أردت الذهاب إلى زيارة هذا المكتب في المستقبل لا يكون أمامي عقبة وليس لدي عذر فأنا أعرف الطريق، فتأمل في هذا الهم المبكر الذي حمله على السؤال والتدقيق لمعرفة الطريق.
وأذكر أن رجلاً آخر من الله عليه بالإسلام يدعو في أوساط قومه، أسلم على يديه حسب الإحصاءات الرسمية أكثر من أربعة الآف شخص ما بين رجل وامرأة !
* أيضًا: لابد من الاستفادة من المواسم والأماكن؛ فالمواسم كالحج مثلاً كتاب بريال يحمله الحاج عنك إلى بلده، لا تسافر ولا تتكلف بل هو يأخذه من هنا إلى بلاده، وقد لا تصل أنت إلى بلده لو أردت فقد يكون بلده نائية في قمم الجبال أو في أواسط الأدغال.
والأماكن فرصة لا تتكرر، مثلاً: الدراسة الجامعية سنوات، ثم تخرج من الجامعة لو أردت أن تعود لتدعو لا تستطيع وقس على ذلك كثير.
وأذكر أن امرأة مرضت فأدخلت المستشفى وقرر الأطباء تنويمها لمدة ساعة وسعى الأقارب إلى إيجاد غرفة مستقلة لها، ولكنها رفضت، وقالت: استفيد من المريضات وابقى معهن في غرفة جماعية، هذه أعلمها التوحيد وتلك فضل التوكل على الله، وأخرى أعلمها أحكام الطهارة.
وأثمن الفرص وأعظمها الفرصة التي لا تتكرر في حياة الإنسان إلا مرة واحدة! ألا وهي استغلال العمر في الدعوة إلى الله والعمل لهذا الدين، إن انتقلت إلى الدار الآخرة لن تعود مرة أخرى للدنيا لتعمل !
مختارات