" طريق تبليغ الدعوة "
" طريق تبليغ الدعوة "
تبلغ الدعوة عبر طريقين اثنين:
الأول: القدوة: قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " [الأحزاب: 21] والنبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة للصاحبة في كل شيء، وشهد له كفار قريش بالصدق والأمانة، والإسلام في العصور الأولى انتشر في شبه القارة الهندية وأفريقيا وإندونيسيا عن طريق التجار بما يمثلونه من قدوة حسنة في التعامل والصدق في المعاملة.
وجانب القدوة تتفلت من أيدي الناس اليوم إلا من رحم ربي وقليل ما هم، وابحث إن شئت عن هذا التفلت في تعامل الموظف مع المراجعين، والتاجر مع المشترين والزوج مع زوجته والقائمة طويلة، نحتاج إلى قدوات في الأقوال والأفعال والأعمال والمظهر والمخبر.
وبعض الكفار من العمالة إذا دعوته لماذا لا تسلم؟ قال بعد نقاش طويل: الكفيل لا يعطيني مرتبي، فهو نظر إلى الإسلام في شخص هذا الكفيل، وقد يكون هذا من الصد عن دين الله ! ولاشك أن القدوات من الأخيار كثر ولله الحمد لكننا نتحدث عن هذا الجانب لما له من أثر في الدعوة إلى الله.
ومن أوضح الأمثلة تأثيرًا الأب في المنزل، إذا كان قدوة في خلقه وتعامله وعبادته وصدقه طبع ذلك في أهل البيت أبناء وزجه.
وإذا كان من المفرطين انعكس ذلك على أهل البيت، وهذا واضح جلي وهو إما إلى الخير وإما إلى الشر –والعياذ بالله- فعلى كل أب أن يتفقد نفسه وكل أم أن تنظر في نفسها.
وقد رأى أحد السلف رجلاً يصلي صلاة ينقرها نقرًا، فقال: إني أرحم عياله، قالوا: كيف؟، قال: لأنهم يأخذونها عنه.
وأضرب مثلاً: لو أن شابًا ملتزمًا جمع الله له بين الدين والخلق تزوج بامرأة ينقصها الكثير من أمور الدين (لنقل أنها مقصرة) هي وأسرتها، ثم رأوا من الزوج حسن الخلق وطيب التعامل وحسن العشرة ألا يحبونه؟! وإذا أحبوه كانت النتيجة الموجوة من دعوته ألا وهي القبول.
ولو كان الأمر بالعكس، وكان فظًا غليظًا لا يحسن المعاملة ويجانب الرفق في حياته ! ماذا يكون الأمر يتحول إلى زوج غير مقبول وقل مكروه، بل وتصل هذه السمعة إلى أقارب الزوجة وجيرانهم فتشوه صورة هذا الرجل.
الأول بحسن خلقه واستقامته الاستقامة الصحيحة سوف تهفو إليه قلوب العفيفات، بل والآباء والأمهات يرغبون في تزويج ابنتهم بشاب مثله ! والآخر، الله المستعان.
وقد غفل الناس عن القدوة وأضاعوا أمرًا عظيمًا،وأذكر أن بعض السلف قال: كنا نمزح ونضحك فلما صار يقتدى بنا تركنا ذلك.
ولننظر مثلاً جانب العمالة المنزلية: لو أن كل امرأة أحسنت إلى خادمتها وبدأت تعاملها المعاملة الحسنة وتعلمها العقيدة الصحيحة لتحولت الخادمة إلى داعية إذا عادت إلى بلدها، يعدن الآن وهن يتعلمن الطبخ والنفخ ويفتحن المطاعم هناك !!!
مختارات