(الزاهد العفيف : أبو عبيدة عامر بن الجراح )
(الزاهد العفيف: أبو عبيدة عامر بن الجراح)
اسمه ونسبه:
هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر القرشي الفهري المكي.
مناقبه وصفاته:
هو أحد السابقين الأولين، ومن عزم الصِّدِّيق على توليته الخلافة وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وسماه أمين الأمة ومناقبه شهيرة جمة. روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة، كان رجلاً نحيفًا معروق الوجه، خفيف اللحية طوالاً أحنى أثرم الثنيتين (سير أعلام النبلاء).
وفاته: توفي أبو عبيد في سنة 18هـ وله ثمان وخمسون سنة (سير أعلام النبلاء).
أحاديث صحيحة واردة في مناقب الزاهد العفيف:
1- عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل أمة أمينًا، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح» هذا لفظ البخاري (البخاري ومسلم).
قال ابن حجر في الفتح: صورته صورة النداء؛ لكن المراد فيه الاختصاص، أي: أمتنا مخصوصين من بين الأمم، وعلى هذا فهو بالنصب على الاختصاص، ويجوز الرفع، والأمين هو الثقة الرضي، وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيدًا في ذلك؛ لكن خص النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها، فأشعر بقدر زائد فيها على غيره؛ كالحياء لعثمان، والقضاء لعلي ونحو ذلك (فتح الباري).
قال العلماء: والأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم خص بعضهم بصفات غلبت عليهم وكانوا بها أخص (المنهاج).
2- عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: «لأبعثن – يعني عليكم – أمينًا حق أمين فأشرف أصحابه فبعث أبا عبيدة رضي الله عنه» لفظ البخاري (صحيح البخاري).
أما رواية مسلم: فعن حذيفة قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ! ابعث إلينا رجلاً أمينًا، فقال: «لأبعثن إليكم رجلاً أمينًا حق أمين، حق أمين» قال: فاستشرف لها الناس، قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح (صحيح مسلم).
قال الإمام النووي: أي تطلعوا إلى الولاية، ورغبوا فيها حرصًا على أن يكون هو الأمين الموعود في الحديث، لا حرصًا على الولاية من حيث هي (المنهاج).
3- عن أنس أن أهل اليمن قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام، قال: فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: « هذا أمين هذه الأمة » (صحيح مسلم).
قال ابن حجر في الفتح: هم أهل بلد قريب من اليمن، وهم العاقب واسمه عبد المسيح والسيد ومن معهما، ووقع في حديث أنس عند مسلم (أن أهل اليمن قدموا...) فإن كان الراوي تجوَّز عن أهل نجران بقوله: (أهل اليمن)؛ لقرب نجران من اليمن وإلا فهي واقعتان، والأول أرجح، والله أعلم (فتح الباري).
مختارات