" الـبرُّ "
" الـبرُّ "
البَرُّ - بفتح الباء: العطوف على عباده، المحسن إليهم في مضاعفة الثواب، برُّه عامٌّ لجميع خلقه؛ فلم يبخل عليهم برزقه، وهو يريد بهم اليسر ولا يريد العسر، والبر في اللغة هو: الاتِّساع في الإحسان والزيادة في فعل الخير.
اقترن اسم (البر) بـ (الرحيم) كدلالة على أن الله رحيمٌ بعباده عطوفٌ عليهم مصلحٌ لأحوالهم.
أثر الإيمان بالاسم:
- جاء قولُه تعالى: " إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ " [الطور: 28] بعد وصف نعيم أَهْل الجنة وتحاور أهلها عن أحوالهم في الدُّنيا، وكيف كانوا خائفين من عذاب الله فدعوه في الدُّنيا باسمي (البر والرحيم)، فوقاهم عذابَ السَّموم في الآخرة؛ استجابةً لدعائهم.
- الله تعالى يحبُّ البرَّ ويأمر به؛ فقال في آية احتوت على جميع أعمال البر: " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " [البقرة: 177].
- أَثنى الله على عيسى ويحيى - عليهما السَّلام - ببرِّهما بأبويهما: " وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا " [مريم: 32]، وقال عن يحيى - عليه السلام: " وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا " [مريم: 14].
- وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأخلاقَ الحسنةَ من البرّ: «البرُّ حُسْنُ الخُلُق وَالإثْمُ مَا حَاكَ في صَدْركَ وَكَرهْتَ أَنْ يَطَّلعَ عَلَيْه النَّاسُ»(مسلم) والبرُّ من العَبْد يكون بمعنى الصِّلة وبمعنى اللُّطف والمبرة وحسن الصُّحبة والعشرة، وبمعنى الطاعة؛ وهذه الأمور هي مجامع حُسْن الخُلُق.
- ارتبط البرُّ بالتَّقوى في مواضع عديدة من القرآن:
" وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى " [البقرة: 189].
" وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى " [المجادلة: 9].
" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى " [المائدة: 2].
- فُسِّرَ برُّ الله بعبده بأنَّه الجنة؛ وعليه فقد وضع تعالى شروطًا لنيل هذا البر؛ " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " [آل عمران: 92] وجاء التأكيدُ في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الصدقَ يهدي إلى البرَّ وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنة»(البخاري ومسلم).
ومصداقُ هذا الحديث قولُه تعالى: " إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ " [الانفطار: 13]، وليس هذا النَّعيم مختصٌّ بيوم المعاد فحسب؛ قيل: بل ورد في الدُّنيا أيضًا.
مختارات