فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا
مهما كانت درجة الباطل التي عليها الإنسان
ومهما تردى في هاوية الإجرام وتقلب في دركات الآثام فلا تفقد الأمل في هدايته
لا تقطع الأمل في إصلاحه
ليس لك من الأمر شىء
إن قوما جمعوا كيدهم وأتوا صفا واستعلوا وسحروا وكل ذلك في مواجهة من؟!
نبي مكلم ورسول من أولي العزم
تخيل المشهد...
قوم يضادون نبيا ويتحدون رسولا ليكذبوا دعوته ويستعينوا بسحر أسود حالك يبغون دحره
ثم سجدوا...
بل ألقوا سجدا
{فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ}
سجدوا لله وقد كانوا مذ لحظات يحاربون نبيه ويكذبون بدينه
سجدوا في الساحة نفسها التي كانوا يصدون فيها عن سبيله ويسترهبون الناس ليردوهم عن ملته
ثم اهتدوا
لم تصدهم آثام ولم تمنعهم تعاويذ ولم تعطلهم دركات طالما تقلبوا فيها ولم يغرهم منصب موعود ولا ثراء منشود
وسجدوا رغم كل شىء
فمن يجرؤ بعد ذلك النموذج على قطع الطمع في عودة إنسان لن يغرغر بعد؟!
مختارات