" الظاهر "
" الظاهر "
الذي ليس فوقه شيء، الظاهر الغالب العالي على كلِّ شيء علمًا؛ وظاهرُ الشَّيء ما علا منه وأحاط بباطنه، ولا ينافي اسم الظاهر نزوله للسَّماء الدُّنيا في ثُلُث اللَّيْل؛ فَنُزُولُه ليس كمثله شيء لا يماثل نزولَ المخلوق الذي إن نزل زال وصفه بالعلو، والرب لا يكون شيء أعلى منه قَطُّ؛ فهو العليمُ الأعلى.
أثرُ الإيمان بالاسم:
هو الظَّاهر البادي بحُجَجه وبَرَاهينه النَّيِّرة وأفعاله وآياته المتلوَّة والعيانيَّة؛ فمَنْ تَفَكَّرَ في السماوات والأرض عَلم علمَ اليقين أنَّ له خالقًا مدبِّرًا.
مَنْ تَعَبَّدَ لله بهذا الاسم استقامت له عبوديَّتُه وصار له معقل وملجأ يلجأ إليه ويهرب ويَفرُّ إليه كُلَّ وقت، كما يَقْتَضي منه أن يَرْعَى من أعماله ما تَقَدَّمَ وما تَأَخَّرَ وما يَسْتَظْهره وما يَسْتَبْطنه؛ فإنَّ اللهَ – تعالى - مُطَّلعٌ على الظَّواهر والبواطن يستوي عنده من هو مُخْتَف في قَعْر داره ومَنْ هو سائر في طريقه (سربه) بالنَّهار " سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ " [الرعد: 10].
مختارات