" بين ابن المنكدر ورجل يدعو الله "
" بين ابن المنكدر ورجل يدعو الله "
قال محمد بن المنكدر – رحمه الله – إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل أدعو، إذا إنسان الأسطوانة مقنعًا رأسه فأسمعه يقول : أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم قال : فما كان إلا ساعة، فإذا سحابةٌ قد أقبلت، ثم أرسلها الله وكان عزيزًا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحدٌ من أهل الخير، فقال : هذا بالمدينة ولا أعرفه !! فلما سلم الإمام تقنع، وانصرف، وأتبعته، ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس، فدخل موضعًا ففتح ودخل قال : ورجعت فلما سبحت أتيت، فقلت : أدخل ؟ قال : أدخل، فإذا هو يُنجِّر أقداحًا، فقلت : كيف أصبحت – أصلحك الله - ؟ قال : فاستشهرها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك قلت : إني سمعت إقسامك البارحة على الله، يا أخي هل لك من نفقة تغنيك عن هذا أو تفرغك لما تريد هذه الآخرة ؟ قال : لا، ولكن غير ذلك لا تذكرني لأحد، ولا تذكر لأحد حتى أموت، ولا تأتني يا بن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت : إني أحب أن ألقاك، قال القني في المسجد قال : وكان فارسيًا فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل قال ابن وهب : بلغني أنه انتقل من تلك من الدار فلم ير ولم يدر أين ذهب. فقال أهل تلك الدار : الله بيننا وبين ابن المنكدر أخرج عنا ذلك الرجل الصالح (سير أعلام النبلاء) .