اسم الله الحيي 2
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : ( الحيي ) :
أيها الأخوة الكرام ، لازلنا في اسم الحيي ، فالحياء وصف لكمال الله عز وجل ، فالله عز وجل ذات كاملة لا يتعارض مع حكمته ، ولا يتعارض مع بيان الحق ، ولا مع بيان الحجة ، هذا ينقلنا إلي معنى دقيق يجب أن يكون في المؤمن ، فالمؤمن حيي يشتق حياءه من كمال الله عز وجل ، لكن حياءه لا يمنعه أن يدلي بالحجة وأن يصدح بالحق وأن يقول الحق ولو كان مرّاً ، فإذا منعه شيء ما أن ينطق بالحق أو أن يكون منصفاً فهو نقيصة في الإنسان يمكن أن تسمى الخجل ، الخجل أن تمتنع أن تنطق بالحق ، تسكت ، وقد يكون هذا المرض منتشراً في العالم الإسلامي ، لا أحد ينهى عن المنكر ، لذلك ورد في الحديث الصحيح : " إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " [أخرجه مسلم] أفضلها التوحيد وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
معاني التوحيد :
الإيمان شيء والتوحيد شيء آخر ، التوحيد ألا ترى مع الله أحداً ، أن ترى أن يد الله تعمل وحدها، التوحيد أن ترى أن الله في السماء إله وفي الأرض إله ، التوحيد أن تؤمن بما قال الله عز وجل : " مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا " [الكهف:26] .
التوحيد أن ترى أنه لا معطي ولا مانع ولا خافض ولا رافع و لا معز ولا مذل إلا الله ، التوحيد أن تجعل علاقتك بالله وحده ، التوحيد أن تعمل لوجه واحد عندئذ يكفيك الهموم كلها ، التوحيد ألا تدعو مع الله إله آخر : " فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ " [الشعراء:213] .من زاد توحيده زادت خشيته و طاعته لله تعالى :
التوحيد كلمة لكن إن تعيشها تحتاج لجهد كبير ، التوحيد أن ترى أن كل الخلق لا شيء أمام إرادة الحق ، كلما زاد التوحيد زاد الكمال ، كلما زاد التوحيد زادت الخشية ، كلما زاد التوحيد زادت الطاعة ، كلما زاد التوحيد ازداد الأمن في قلب الإنسان : " فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ " [الأنعام:81-82] .
الحديث الصحيح : " إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا اله إلا الله..." [أخرجه مسلم] .التوحيد فحوى دعوة الأنبياء جميعاً :
التوحيد هو الذي ينجي بل إن نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل التقوى ، فإذا وحدت واتقيت الله جمعت طرفي المجد ، نهاية العلم أن توحده ونهاية العمل أن تتقيه ، لذلك : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ " [آل عمران:102] .
فالتوحيد هو الإيمان الحقيقي ، التوحيد هو فحوى دعوه الأنبياء جميعاً ." وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ " [الأنبياء:25] .
من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً :
كأن الله سبحانه وتعالى ضغط فحوى دعوة الأنبياء جميعا بآية واحدة : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ " [الأنبياء:25] .
لا إله إلا أنا توحيد ، فاعبدون أي أطيعون ، بل إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر النبي الكريم أن يقول : " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ " [فصلت:6] .وكأن الآية الكريمة ضغطت القرآن كله ولخصته بهذه الكلمات :
" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا " [الكهف:110] .
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد ، العمل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ، هذا كلام معجز ، كلام بليغ ، أنت حينما ترى أن الله وحده ولا جهة سواه تتصرف ؛ هو المتصرف ، هو المسير ، هو الخالق ، هو البارئ ، هو المعطي ، هو المانع ، هو الرافع ، هو الخافض ، هو المعز ، هو المذل ، تحصر علاقتك به وحدك ، فقد نجوت من كل أمراض النفس .
من عمل عملاً يبتغي به وجه الله تعالى هذا تعبير عن إيمانه :
بشكل مبسط لو دخلت إلي دائرة حكومية وقال لك أحدهم : هذا الطلب لا يسمح لشخص في هذه الدائرة أن يوافق لك عليه إلا المدير العام ، هل تبذل ماء وجهك لموظف ؟ لحاجب ؟ لمعاون المدير العام ؟ أبداً ؛ لأن صلاحية التوقيع في هذا الموضوع في يد المدير العام وحده ، أنت حينما توقن أن الأمر بيد المدير العام لا تبذل ماء وجهك أمام أحد على الإطلاق .
فالإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .
أحيانا حجر قد يسبب حادثاً مروعاً ، تقف وتزيحه إلى جانب الطريق هذا إيمان أنت حينما تعمل عملاً تبتغي به وجه الله هذا تعبير عن إيمانك .
الترابط الوثيق بين الحياء و الإيمان :
إخوتنا الكرام، الإيمان حركة لا يوجد إيمان سكوني ، لا يوجد إنسان مؤمن معجب بالإسلام ، الإعجاب السلبي ليس إيماناً ، النمط الساكن غير الحركي ليس إيماناً ، ما إن تستقر حقيقة الإيمان في نفس المؤمن حتى تعبر عن ذاتها بحركة نحو الخلق ، أبداً ما إن تستقر حقيقة الإيمان في نفس المؤمن حتى تعبر عن ذاتها بحركة نحو الخلق ، فالإيمان حركة ، الإيمان عمل ، الإيمان إيجابية ، الإيمان عطاء ، لذلك وأدناها أن تميط الأذى عن الطريق ، أن تعمل عملاً صالحاً ، أن تطعم جائعاً ، أن تدل ضالاً ، أن توجهه توجيها شديداً ، أن تنصح ، أن تنطق بالحق ، والحياء شعبة من الإيمان ، من لا حياء له لا إيمان له ، ومن لا إيمان له لا حياء له ، العلاقة علاقة ترابطية بين الحياء وبين الإيمان .
الحقيقة في آخر الزمان ينزع الحياء من وجوه النساء ، ينزع الحياء من وجوه النساء ، وتذهب المروءة من رؤوس الرجال ، وتنزع الرحمة من قلوب الأمراء ، لا حياء في وجوه النساء ولا نخوة في رؤوس الرجال ولا رحمة في قلوب الأمراء ، هذه من علامات آخر الزمان .
الدنيا منقطعة فهي أحقر عند الله من أن تكون عطاءً أو عقاباً :
لذلك الله عز وجل حينما قال : " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " [البقرة:26] .
الله عز وجل حيي ، لكن هذه الآية تؤكد أنه لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها ، والحقيقة هذه الآية حيرت العلماء ، بعوضة ، بعوضة في القرآن الكريم ما من مخلوق أهون على البشر من بعوضه ، هذا المعنى جاء به النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : " لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ " [الترمذي عن سهل بن سعد] .هي أقل من جناح بعوضة لأنها منقطعة ، لأن الموت ينهي كل شيء ، الموت ينهي قوة القوي ، الموت ينهي ضعف الضعيف ، الموت ينهي غنى الغني ، الموت ينهي فقر الفقير ، الموت ينهي صحة الصحيح ، الموت ينهي مرض المريض ، الموت ينهي وسامة الوسيم ، والموت ينهي دمامة الدميم ، ما دامت الدنيا منقطعة هي أحقر عند الله من أن تكون عطاءً أو من أن تكون عقاباً ، لذلك قد يعطي الدنيا لمن يحب الله ولمن لا يحب ، أعطى الدنيا لفرعون هل يحبه الله عز وجل ؟ أعطاها لقارون هل يحبه الله عز وجل ؟ الذي أحبه ماذا أعطاه ؟ قال : " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً " [القصص:14] .
المال ليس مقياساً لمحبة الله لعبده :
اسأل نفسك دائماً عطاؤك مِن عطاء مَن ؟ من عطاء الله ، لكن من أي نوع ؟ أعطى فرعون الملك وهو لا يحبه ، وأعطى سيدنا سليمان الملك وهو يحبه ، فإذا أعطى شيئاً واحداً لمن يحب ولمن لا يحب إذاً هذا الشيء ليس مقياساً ، أعطى المال لمن لا يحب ؛ أعطاه لقارون ، أعطاه لمن يحب لسيدنا عثمان ، فالمال أعطي لمن يحب ولمن لا يحب إذاً ليس مقياساً ، ما المقياس ؟
" وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " [القصص:22] .
العلم و الحكمة فضل الله الكبير على الإنسان : إذا كان عطاؤك من الله من نوع عطاء العلم والحكمة : " وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا " [النساء:113] .
دقق ، خالق السماوات والأرض يقول لك : " وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا " [النساء:113] .فضل كبير أن تعرف الله ، فضل كبير أن تعرف أسماءه الحسنى وصفاته الفضلى ، فضل الكبير أن تعرف أن الله حيي كريم قوي رحيم حكيم : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " [الأعراف:180] .
الحياء الحقيقي أن يتخلق الإنسان بالكمال الإلهي :
كنت أوضح هذه الآية ببعض الأمثلة ، طفل صغير قال لك مرة : معي مبلغ عظيم ، طفل والده مدرس دخله محدود فإذا قال ابنه الصغير معي مبلغ عظيم يتصور مئتي ليرة ، فإذا قال مسؤول كبير : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً من دولة عظمى تقدر مئتي مليار دولار ، الكلمة نفسها قالها طفل صغير فقدرتها بمئتي ليرة ، وقالها مسؤول كبير فقدرتها بمئتي مليار دولار ، فإذا قال ملك الملوك ومالك الملوك : " وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا " [النساء:113] .
الحقيقة العطاء الحقيقي أن تعرفه : " ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء " [ورد في الأثر] .إذاً : " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " [البقرة:26] .
كأن هذه الآية تبين أن هناك أشياء إن سكت عنها هذا ليس حياء ، الحياء أن تتخلق بالكمال الإلهي ، الحياء أن تمتنع عن فعل معصية .
المؤمن لا يستحي من الحق :
أيها الأخوة ، آية قرآنيه يقول الله عز وجل : " إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ " [الأحزاب:53] .
إذاً أنت ينبغي أن تنطق بالحق ، يجب أيها المؤمن إن أردت أن تتقرب من الله بكمال الله ، بالحياء يجب ألا تستحي من الحق ، إن استحييت من الحق فهذا ليس حياء بل هو خجل والخجل نقيصة في الإنسان .
إن الله لا يستحي من الحق لذلك الإنسان بحق نفسه ضعيف ، أما أخوه قد يتكلم عنه إن أطلنا عليه الجلوس ، مثلاً العيادة فواق ناقة ، أي مده العيادة مدة حلب ناقة ، المريض يحتاج إلى أدوية ، يحتاج إلى وضع معين ، فينبغي ألا نطيل عليه الجلوس ، لو أن فئة أطالت الجلوس وقال أحدهم يكفي نحن أثقلنا عليك سامحنا ، فإن الله لا يستحي من الحق .
الدين النصيحة :
عود نفسك أن تكون جريئاً ، معقول سيدنا عمر يمشي في الطريق رأى غلماناً يلعبون فلما رأوه وكان ذا هيبة عظيمة تفرقوا إلا واحداً منهم بقي في مكانه بأدب لفت نظره فلما وصل إليه قال : أيها الغلام لما لا تهرب مع من هرب ؟ قال : أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك ولست مذنباً فأخشى عقابك والطريق يسعني ويسعك .
أنا متألم من خلق الخجل ، يعني تأتيه ابنة أخيه هو عمها بثياب فاضحة يستحي أن ينصحها ، لا انصحها ، أنت مثل ابنتي ، يا بنيتي هذه الثياب لا تليق بك ولا بأبيك ولا بأسرتك ، انصحها لذلك : " كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ " [المائدة:79] .
طبعاً أسلم للإنسان ألا ينصح أحداً ، دعه وشأنه ، لا ، الحياء لا أن تستحي أن تنصح إنساناً ، الدين النصيحة ، الحياء أن تجهر بالحق ، الحياء أن تنصح ، الحياء ألا تبقى ساكتاً ، يعني اسكت حيث ترغب أن تتكلم وتكلم حينما ترغب أن تسكت ، إن كنت تملك حقيقة وكل من حولك ساكت تكلم .
من حياء المؤمن أن ينطق بالحق وينصف الآخرين :
سيدنا عمر كان بين أصحابه قال له أحدهم : والله ما رأينا خيراً منك بعد رسول الله ، تغير لونه وأحدّ فيهم النظر ، إلى أن قال أحدهم : لا والله لقد رأينا من هو خير منك ، قال من هو ؟ قال الصديق ، دققوا الآن قال : كذبتم جميعاً ، عدّ سكوتهم كذباً ، قال كذبتم جميعاً وصدق هذا الذي تكلم ، كنت أضل من بعيري وكان أبو بكر أطيب من ريح المسك ، هذا الذي قال لا والله لقد رأينا خيراً منك سكوته ليس حياء بل خجلاً ، الإنسان أحياناً يؤثر السلامة يبقى ساكتاً ، أما لو تكلم كلمة لغير الموقف كله .
مرة مدح ابن أحد الخلفاء أمام علية القوم ، كل من كان جالساً مدح هذا الابن فهو ليس في مستوى أبيه ، وصل الدور عند الأحنف بن قيس بقي ساكتاً قال له الخليفة : تكلم ، قال : أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت ، فكان تلميحاً أبلغ من تصريح .
أحياناً كلمة تحق بها حقاً وتبطل بها باطلاً ، أنا أريد أن نتأكد أن الحياء لا يعني أن تسكت عن أداء رسالتك أو أن تسكت عن الحق ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، تلك صفة مذمومة ، الحياء أن تنطق بالحق ، الحياء أن تقول كلمة حق ، الحياء أن تنصف .
الحياء لا أن تستحي من النطق بالحق بل أن تستحي من فعل المنكرات :
شخص تخلف عن رسول الله ، فسأل النبي عليه الصلاة والسلام عنه ، فقال بعضهم : شغله بستانه عن الجهاد معك ، فقام أحد الصحابة متأثراً قال : لا والله يا رسول الله لقد تخلف عنك أناس ما نحن بأشد حباً لك منهم ولو علموا أنك تلقى عدواً ما تخلفوا عنك فتبسم عليه الصلاة والسلام .
دافع عن أخيك ، أحياناً أنت جالس في مجلس يأتي ذكر أخيك هناك من يتهجم عليه وأنت تعلم علم اليقين أنه بريء من هذه الصفة ، تبقى ساكتاً السكوت أفضل ، لا تتكلم دافع عنه هذا واجبك ، فلذلك أي شيء منعك أن تنطق بالحق ، أن تجهر بالحق ، أن تكون منصفاً هو صفة ذميمة في الإنسان وليس حياءً ، الحياء أن تستحي من الله ، الحياء أن تستحي أن تقترف إثماً أو أن ترتكب معصية .
أيها الأخوة الكرام ، الحياء لا أن تستحي من النطق بالحق بل أن تستحي من فعل المنكرات .