" دمعة عانس "
" دمعة عانس "
أختي المسلمة.. قد يحول أمر بينك وبين عش الزوجية، وقد يكون هذا الأمر هو والدك.. نعم.. لا تعجبين، نعم والدك أنت؛ إما طمعًا في مال، أو طلبًا في عرض مُغر من أحد الخطاب.
أختي المسلمة.. أسوق لك قصة من الواقع.. عشناها وسمعنا تفاصيلها.. إنها قصة مؤلمة جدًا..أختاه.. وقبل ذلك.. أرسلي هذه القصة إلى كل أب يريد أن يتاجر ببناته.. نعم.. أرسليها، وقولي له هذه القصة.. قولي له:
كانت عفاف طفلة صغيرة.. تربت في أحضان والدها ووالدتها.. مرت الأيام وكبرت عفاف، والتحقت بالمدرسة، وتخرجت..، والتحقت بالجامعة وتخرجت، وبعد ذلك تقدم لها شابٌ صالحٌ طالبًا الزواج منها.. نعم.. إن كل فتاة تحلم بالمملكة الصغيرة.. إنها بيتها، وبيت زوجها.. عش الزوجية.. تقدم الشاب وخطبها من والدها.. تلعثم الأب، ولم يحرر جوابًا.. صمت قليلاً.. ثم نظر لهذا الخاطب نظرة فاحصة.. ثم قال: عفاف صغيرة السن..، ولن أزوجها إلا إذا كبرت.. توظفت عفاف.. وزاد طمع الوالد في إبقائها كمصدر دخل يدر عليه في الشهر كذا ألف من الريالات.
توافد الخطاب على عفاف.. فكان الجابي يرفض.. نعم.. كان يرفض، مرضت عفاف بعد أن جاوزت الأربعين.. اشتد عليها المرض.. نقلها الأب إلى المستشفى.. لا حفاظًا على صحتها هي؛ بل حفاظًا على مصدر الدخل الشهري.
أدخلت عفاف غرفة العناية المركزة.. ازدادت حالتها الصحية تدهورًا.. وبينما هي تخوض غمار الآلام إذ بها تبكي وتئن، وإذا بشريط الذكريات يسير ويسير، فتتذكر زميلاتها في المدرسة، وكيف كانت الواحدة منهن تتحدث عن أبنائها وبناتها وزوجها، وما تعانيه معهم، وقلب عفاف يتقطع على حلاوة الولد.. فجأة انقطع حبل الأفكار.. شرد ذهن عفاف.. صرخت ونادت: أين أبي؟! أين أبي؟!.. أريد أبي...أقبل الجشع الجابي فرحًا مسرورًا.. يظن أن هناك بقية من مال، يظن أن هناك تركة.. نظرت إليه عفاف، وقد اغرورقت عيناها بالدموع.. قالت لوالدها وهي تجود بأنفاسها: يا والدي.. ضع يدك في يدي، فلما وضعها قالت عفاف: يا والدي.. قل آمين.. فقال: آمين.. فقالت: قل آمين.. فقال: آمين.. فقالت: قل آمين.. فقال: آمين.. قالت عفاف وكلها أسىً ولوعة وحزن: يا والدي حرمك الله من الجنة كما حرمتني من الولد.. قالتها، وفارقت الحياة.. فلا إله إلا الله.. كم هي من مأساة عظيمة.
مختارات