" دمعة على العرض "
" دمعة على العرض "
كان البيت سعيدًا آمنًا مطمئنًا بذكر الله والصلاة.. كان الأب محافظًا على الصلاة، وكانت الأسرة تؤدي ما افترضه الله عليها في الوقت المطلوب. وذات يوم تعرف الأب على مجموعة من الجيران، وكانوا أهل سوءٍ وفساد.. بدأت الصحبة أهمل ذلك الأب بعض الفرائض.. نام عن بعض الأوقات.. فجأة.. أدخل الأب التلفاز بحجة الأخبار [كما يعلل أصحاب الدشوش الآن.. حمانا الله وإياكم من الخذلان].. تَبِعَ التلفازَ ذلك الجهازُ اللعينُ.. إنه جهاز الفيديو المدمر.. وذات ليلة، وبعد أن أوشك شراع الليل أن يطوى، ونور الفجر أن يبزغ.. طلب منه رفاق السوء- أي الوالد الذي طالما حرص على الخير- طلبوا منه مصاحبتهم إلى حيث الكيف والمزاج..، ذهب.. ذاق من الخمر ما ذاق.. عاد للبيت مخمورًا.. دخل وألقى بنفسه في وسط صالة المنزل ونام..نعم..، ومن تلك الليلة بدأت مأساة ذلك المنزل، وبدأ الضياع.. استمر الوالد على تلك الحال حتى باع شيئًا من ذهب زوجته وأثاث منزله.
بعد مدة.. غضبت الأم لما رأت ما رأت.. أنكرت الوضعَ.. احتدَّ النقاش بينهما.. طرد الأبُ زوجته من المنزل.. فذهبت بأطفالها الصغار لبيت أبيها.. وأبقت بنتها الكبرى البالغة من العمر (19) عامًا في المنزل لكي تقوم بحاجات المنزل وتنظيفه وكنسه.
وذات يوم خرجت الفتاةُ من البيت صارخة.. بعد أن ضاقت الدنيا في عينيها.. وما أن رأت إمام المسجد حتى أشرق لها فجر للأمل.. انفجرت باكية بين يديه..، وقالت: يا شيخ.. ثم ساقت قصة البيت الحزينة..، وأخبرته بعد ذلك بالخبر العُجاب.. بالصاعقة.. بالخطب الجلل.. نعم..لقد كان الخبر كهيئة الصاعقة على قلب ذلك الشيخ.. نعم والله.. وكأنها صفعت ذلك الشيخ على وجهه حين أخبرته، فقالت والدموع تملأ ساحة الأجفان: إن والدها يحاول أن يفتك بها ليواقعها – عياذًا بالله – منذ حوالي عشرين يومًا.. لا إله إلا الله.
يا الله.. يا الله.. أفي بلد التوحيد يكون هذا ! أفي أمة التوحيد يكون هذا ! أفي أحفاد مصعب والزبير يكون هذا ! نعم.. انتهت المأساة.. ووالله لو لم أعرف ذلك الشيخ حق المعرفة لما نقلت لكم الخبر أبدًا..إنه واقع مؤلم ومر.. نعم مؤلم ومر.
إن العبد لا يتمالك أمام هذه المواقف إلا أن يجود بدمع غزير.. ويسأل الله العافية والسلامة له ولسائر المسلمين والمسلمات؛ ويحذر إخوانه من هذه السبل.
والنهاية خراب ودمار، وعار، والمعصية تقول: أختي.. أختي.
مختارات