" أولئك يسارعون في الخيرات "
" أولئك يسارعون في الخيرات "
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ " [المؤمنون:60] أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات» [رواه الترمذي، ح3175].
أخي الحبيب: كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمسك بلسانه، ويقول: هذا الذي أوردني الموارد، وكان يبكي كثيراً، ويقول: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، وكان يقول: والله لوددت أني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل.
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب ذاك الرجل الشجاع الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إن سار في واد سار الشيطان في واد آخر قرأ رضي الله عنه سورة الطور حتى بلغ: " إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ " [الطور:7]، فبكى واشتد بكاؤه، وكان يمر بالآية في ورده في الليل فتخيفه فيبقى في البيت أياما يعاد كأنه مريض.
وذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر بكى حتى يبلل لحيته وهو يقول: (والله لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتها أصير، لاخترت أن أكون رماداً).
وكان علي بن أبي طالب كثير البكاء والخوف والمحاسبة لنفسه، وكان أشد ما يخاف من طول الأمل واتباع الهوى، فقيل له: لماذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: أما طول الأمل فينسيني الآخرة، وأما إتباع الهوى فيصد عن الحق.
مختارات