عبودية الألم
" طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "
أنزل الوحي من السماء وأرسل الرسل
ليخففوا آﻻم البشر ويمسحوا عن وجوههم كآبة اﻷحزان والشقاء.
!
" قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
قال(إني أعلم ما ﻻ تعلمون) "
علم أن سيكون من ذرية آدم من يسبح بحمده ويقدس له مع اﻵﻻم والمحن.
!
ﻻ تذاق الحياة إﻻ في رحاب عبادة الرحمن والعلم به.
!
تذوب كل اﻵﻻم وجراحات وأنكاد الدنيا على عتبة ذلك اللقاء.
.
" فيكشف الحجاب.
فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر في وجه ربهم "
تستحيل البﻻيا في أعيننا عطايا.
واﻵﻻم آماﻻ.
والمحن منحا.
على قدر ثقتنا وحسن ظننا بالمعطي المانع ربنا تبارك وتعالى.
!
جاء اﻷنبياء ليخففوا آﻻم البشر.
كيف ذلك وهم أكثر الناس جراحا وبﻻءا وتألما.
؟!
إذا اختلطت اﻵﻻم بأنوار الرجاء والتعلق بالله تبددت وتﻻشت.
" وترجون من الله ما ﻻيرجون "
" وأعلم من الله ما ﻻ تعلمون "
أقوى رجاء.
.
هو اليقين بزوال اﻷلم.
فما بالك باليقين بأن يعقب الألم الفرح والسرور المذهل.
" وعزتك ما رأيت وﻻ ذقت بؤسا قط "
بعد غمسة واحدة في الجنة قسما صادقا.
!
قالت عائشة رضي الله عنها: " فبكيت حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي "
حين تظلم وﻻ تملك دليل براءتك ﻻ تزيدك الدموع بملوحتها إﻻ ألما وعذابا.
!
قالت عائشة رضي الله عنها: " فقلص دمعي حتى ﻻ أحس منه قطرة "
حين يأتيك اﻷلم من أقرب الناس إليك.
تعتقل الكلمات والدموع
وﻻ يبقى إﻻ التوجه إلى الله
" والله المستعان على ما تصفون "
" وليعفوا وليصفحوا أﻻ تحبون أن يغفر الله لكم "
قال أبوبكر رضي الله عنه: " بلى أحب أن يغفر الله لي "
أي دين هذا الذي يحيل قلبا مكلوما في عرض ابنته إلى بلسم صفح ورحمة
بنزول آية عليه بردا وسﻻما
قالت عائشة رضي الله عنها " ولشأني كان أحقر في نفسي أن يتكلم الله في بأمر يتلى "
على حسب انكسارك في ألمك ومحنتك
يكون العلو ورفعة المنزلة في العاقبة والفرج.
!
مختارات