أيام معدودات ...المقدمة
إنَّ لربِكُم في بقيةِ أيام دهرِكم ؛ نفحات فتعرضوا لها.. لعل دعوة أن توافق رحمة ؛ فيسعد بها صاحبها سعادةً لا يخسر بعدٓها أبدا !
نفحاتٌ.. هي ذخيرتُك الرُّوحية التي تَنتظِر مِنك أنْ تَستنطِقها.. كي تحكي لك كيف يصنع المرء في زَمنٍ قَصيرٍ ؛ ضِفاف شَواطِئَ مِن الأجرِ الأزليِّ الخَالد !
رُبّما تبدو لك أياما معدودات..
لكنها أشبهُ بحروفِ { ألَمْ } و { حَمْ } ؛ حيثُ تَشكَّل القُرآن كلّه مِن تلك الحُروف المُبهَمة !
هي أيامٌ مَعدودات قَليلةٌ.. و في ظِلّها سَيتشكّل لكَ نَسيج العَام كلّه..
فاخْتر على أيِّ هَيئةٍ سَيكون نَسيجك !
هاهيَ تُحشِد لكَ تِلك الَّليالي المُباركة.. و تَصنع لكَ زمَناً أُسطُورياً ثَرياً بِوَعدٍ عَجيب ؛ أنْ تبلُغ فيها ما لا يَبلغه المُجاهِد في سَبيل الله !
قالَ ﷺ: ( ما مِن عملٍ أزْكى عِند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يَعمَله في عَشْر الأَضحى..
قيل.. ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال.. ولا الجهادُ في سبيل الله ؛ إلا رجلٌ خرج بِنفسه وماله فلَمْ يرجعْ من ذلك بشيء) !
أيُّ كَرَمٍ هذا !
أيّ حُبٍّ هذا !
إذْ يتَوَدَّد لك الله ؛ فَيمنحك مَقاماً كأنَّه موَاقع النُّجوم !
هذا زمنٌ سَيكون في آخرِ أيامه ؛ تنَزُّلٍ إلهيٍّ في عَرفة..
تَنزُّلٌ لأَجلك أنتَ.. فتَهيَّئْ لِذلك !
مختارات