" نساء يدهشهن شموخ العفة "
" نساء يدهشهن شموخ العفة "
1- قصة الربيع :
كان الربيع من العباد الزهَّاد الخاشعين لله، شريفا عفيفا يُشار إلى نبله بالبنان..ولقد تملك الحسد قلوب شباب من عصره، فأرادوا أن يختبروه فأرصدوا له امرأة جميلة على باب المسجد وكان ذلك والربيع في عنفوان شبابه، فلما خرج من المسجد أسفرت عن وجه كأنه دارة قمر، متظاهرة بأنها ستسأله ولشدة ما كانت دهشتها إذ رأته يبكي حين رأى وجهها فقالت له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لهذا الجمال ، يسلك به سبيل الضلال فيرى في جهنم هذا الوجه وهو جمجمة متفحمة .
ولقد شوهدت تلك المرأة وهي من ملازمات الصلاة قلبها معلق بالمساجد(انظر أبطال ومواقف، لأحمد فرح عقيلان).
2- قصة فتى من أهل الكوفة :
وعن إبراهيم النخعي قال: كان بالكوفة فتى جميل الوجه شديد التعبد والاجتهاد فنزل في جوار قوم من النخع، فنظر إلى جارية منهم جميلة، فهويها وهام بها عقله ونزل بالجارية ما نزل بالفتى،فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها، فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى أرسلت إليه الجارية: (قد بلغني شدة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك، فإن شئت زرتك وإن شئت سهلت لك أن تأتيني على بيتي، فقال للرسول: ولا واحدة من هاتين الخلتين " قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [الأنعام: 15] أخاف نارا لا يخبو سعيرها، ولا يخمد لهيبها، فلما أبلغها الرسول قالت: وأراه مع هذا يخاف الله، والله ما أحد أحق بهذا من أحد وإن العباد فيه لمشتركون، ثم انخلعت من الدنيا، وألقت علائقها خلف ظهرها، وجعلت تتعبد.( العفة ومنهج الاستعفاف ليحيى سليمان العقيلي ) .
3- قصة عابدة من البصرة :
قال مخرمة بن عثمان: نبئت أن فتى من العباد هوى جارية من أهل البصرة فبعث إليها يخطبها، فامتنعت، وقالت: إن أردت غير ذلك فعلت .
فأرسل إليها : سبحان الله ! أدعوك إلى ما لا إثم فيه وتدعينني إلى ما لا يصلح ؟ فقالت : قد أخبرتك بالذي عندي فإن شئت فتقدم، وإن شئت فتأخر، فأنشأ يقول :
وأسألها الحلال وتدع قلبي إلى ما لا أريد من الحرام
كداعي آل فرعون إليه وهم يدعونه نحو الآثام
فظل منعما في الخلد يسعى وظلوا في الحميم وفي السقام
فلما علمت أنه امتنع من الفاحشة أرسلت إليه، أنا بين يديك على الذي تحب.
فأرسل إليها : لا حاجة لنا فيمن دعوناه إلى الطاعة ودعانا إلى المعصية ثم أنشد :
لا خير فيمن لا يرقب ربه عند الهوى ويخافه إيمانا
حجب التقي سبل الهوى فأخر التقي يخشى إذا وافى المعاد هوانا (روضة المحبين) .
4- قصة السري بن دينار :
فقد قال محمد بن إسحاق: نزل السري بن دينار في درب بمصر، وكانت فيه امرأة جميلة، فتنت الناس بجمالها، فعلمت به المرأة فقالت : لأفتننه.
فلما خلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها، فقال: مالك؟ فقالت: هل لك في فراش وطي وعيش رضي؟ فأقبل عليها وهو يقول :
وكم من معاصي نال منهن لذة ومات فخلاها وذاق الدواهيا
تصرم لذات المعاصي وتنقضي وتبقى تباعات المعاصي كما هيا
فيا سوءنا والله راء وسامع لعبد بعين الله يغشى المعاصيا (روضة المحبين) .
أخي الكريم :
هذه المواقف البطولية، والنسمات الإيمانية هي نتيجة إخلاص ساكن في قلوب أولئك الأخيار، فإنهم لما حفظوا الله جل وعلا بالطاعة والعبادة، وسلكوا سبيل الطهارة الحسية، حفظهم الله من مضلات الفتن وطهرهم في ظواهرهم، وثبت منطقهم في أحرج اللحظات وأشدها ظلمة وفتنة، حتى صارت مواقفهم تلك قصصا مليئة بالدروس والعبر .
مختارات
-
رمـضـان يـتـحدث [1] من رمضان إلى من يبلُغه من أُمة محمد صلى الله عليه وسلم
-
مكانة المرأة في القرآن
-
شرح دعاء " ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما*إنها ساءت مستقرا ومقاما "
-
بين العافية و الابتلاء
-
التصحّر الإيماني
-
" سلامة الصَّدر "
-
أوصيك يذهبيات ثلاث
-
محاذير يتنبه لها الطلاب
-
" القلادة الثلاثون "
-
معاداة الدين سبيل الهالكين