" إن ربك لبالمرصاد "
" إن ربك لبالمرصاد "
نشأة في أسرة متوسطة الحال بين أب لاهٍ بسهراته العابثة وبمشاغله الخاصة، وأعماله التجارية، وأم أنانية لا همَّ لها إلا البحث عن الأزياء وغيرها من الأمور التافهة، وكان يعيش هذا الشاب في ضياع أسري، وإهمال دون رقيب، أو حسيب، وأدى ذلك الإهمال إلى فشل هذا الشاب في الدراسة، وانطلق يسهر، ويعربد وهو في سن الخامسة عشرة، يسهر حتى الصباح، ثم يعود إلى المنزل فلا أحد يسأل عنه، وقد يتغيب عن البيت عدة أيام دون أن يفتقده أحد. وكان مثل هذا الشاب، وهو يعيش مثل هذه الظروف السيئة، لا بد وأن يكون فريسة سهلة للشيطان، لذلك ما أن دعاه الشيطان لسلوك طريق الشر، لم يجد منه أي مقاومة فشرب الخمر، وسرق، وارتكب من الجرائم ما هو أفظع في ذلك، لقد أصبح خبيرًا في أنواع الجرائم، بل صار عقله لا يخطط ولا يفكر إلا في ارتكاب الجرائم، لذلك كان يرتكب الجريمة دون أن يترك وراءه أي دليل يدينه، لقد كان حذرًا يدرس ويخطط ويستغل ذكاءه في ارتكاب جرائمه، مما جعله يتمادى في غيَّه ويستمر في ضلاله، ولكن إذا كان ذكاؤه وتخطيطه استطاعا أن يبعدا عنه عيون الشرطة، فإن عين الله تعالـى لا تنـام، ولا بد للشـر من نهايـة مهمـا طـال الزمـن، ومهمـا كـان المجـرم ذكيًـا وحـذرًا، فإنه لا بـد أن يقـع، وهـذا مـا حدث.
في يوم كان هذا المجرم الشرير جالسًا في إحدى المقاهي يشرب الشاي مع بعض أصدقائه، فجأة دخل رجال الشرطة، وانتشروا في المكان، وبدأوا في تفتيش جميع الموجودين، لم يهتم هذا المجرم، لأنه يعلم أنه غير مطلوب للشرطة، ولا يعرفه أحد منهم، وليس معه شيء يخاف أن يعلم به رجال الشرطة، لذلك كان يجلس هادئًا، ولم يبد عليه أي ارتباك أو خوف، واقترب منه أحد رجال الشرطة وبدأ في تفتيشه، ولم يجد عنده شيئًا، ولما هم بالانصراف، نظر الشرطي تحت قدمي المجرم، وكانت المفاجأة، لقد رأى الشرطي قطعة كبيرة من المخدرات تحت قدمه، إذن هو المطلوب، وهو المبلغ عنه، ولكن كيف وصلت هذه القطعة إلى هذا المجرم، لقد كان لدى رجال الشرطة معلومات عن وجود أحد المجرمين الذين يبيعون المخدرات، ولما تفاجأ بدخول الشرطة، قام هذا المجرم بالتخلص مما لديه من مخدرات، فقذف بها فاستقرت بجوار هذا المجرم الشرير، دون كل الموجودين اختارته هو (من غريب ما سألوني الجزء الأول. نقلاً عن: كما تدين تدان).
مختارات