شرح ما يقول عند التعجب والأمر السار
مَا يَقُوْلُ عِنْدَ التَّعَجُّبِ والأمْرِ السَّارِّ
(سُبْحَانَ اللـهِ!)
(اللهُ أكْبَرُ)
لقد جاءت هذه الألفاظ، في عدة أحاديث، أذكر منها:
عن أم سلمة رضى الله عنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: (سبحان الله، ماذا أُنْزِلَ الليلة مِنَ الفِتَنِ، وماذا فُتِحَ مِنَ الخزائن، أيقظوا صواحبات الحُجر، فَرُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة).
قوله: (صواحبات الحجر) أي: منازل أزواج النبيصلى الله عليه وسلم إنما خصهن بالإيقاظ لأنهن الحاضرات حينئذ.
وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، فانخنس منه، فذهب فاغتسل ثم جاء، فقال:(أين كنت يا أبا هريرة؟) قال: كنت جنباً، فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: (سبحان الله، إن المسلم لا ينجس).
قوله: (فانخنس) أي: مضى عنه مستخفياً.
وعن عائشة رضى الله عنها: أن امرأة سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن غُسلها مِنَ المحيض، فأمرها كيف تغتسل، قال: (خُذي فِرْصة من مِسْكٍ فتطهَّري بها) قالت: كيف أتطهر؟ قال: (تطهري بها) قالت: كيف؟ قال: (سبحان الله، تطهَّري)، فاجتبذتها إليّ فقلت: تتبعي بها أثر الدم.
قوله: (فرصة) أي: قطعة من صوف، أو قطن، أو جلدة عليها صوف.
قوله:(مسك) بفتح الميم؛ أي: قطعة جلد، وفي رواية: بالكسر؛ وهي الطيب، وهي الأرجح.
وعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يا رب وما بَعْثُ النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحمل حملها، ويشيب الوليد " وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد " فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من يأجوج ومأجوج تسع مئة وتسعة وتسعين، ومنكم واحدٌ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة) فكبرنا، ثم قال: (ثلث أهل الجنة)، فكبرنا، ثم قال: (شطر أهل الجنة)، فكبرنا.
وغير ذلك من الأحاديث والآثار التي تدل على جواز استخدام التسبيح والتكبير عند التعجب، أو استخدامهما عند الأمر السار.
مختارات