ألم نشرح لك صدرك
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم...أما بعد.
فلعلك تسأل لماذا يحدث كل هذا من حولك؟
لماذا رمضان هذا العام بنكهة مختلفة؟
لماذا يعيش كثير من الناس حالة من الترقب والاضطراب؟
لماذا ضاقت الصدور وبلغت القلوب الحناجر؟
وأقول لك:
يحدث كل هذا ليستخرج الله منَّا الأتقياء والمحسنون، وانظر لهذه اللطيفة القرآنية البديعة.
في خواتيم سورة الحجر قال الله تعالى: " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "
فكان علاج الضيق: الذكر " سبحان الله وبحمده "، وكثرة الصلاة وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر يفزع للصلاة، وكانت العبادة ولزوم المحراب حتى الموت.
في خواتيم سورة النحل السورة التالية لسورة الحجر:
" وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ "
إن الماكرين مهما اشتد مكرهم، والكائدين وإن بدا استعصاء كيدهم، ينسون " إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا " يتغافلون عن " وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم " " ويمكرون ويمكر الله "
فأحيانا يضيق صدر المؤمنين بمكر الماكرين، حتى يظنوا أنَّه لا مفر من استعلاء الظلم والقهر.
لكن الله بالمرصاد، وهو يصنع بكم يا مؤمنون يا مؤمنات هذا لتزدادوا قربا، فتترفعون عن الدنيا، وتتعلقون بالآخرة، ويصير رمضان حقا " رمضان مودع " وكأنه آخر رمضان في حياتكم فساعتها تحسنون أعمالكم، وتراقبون ربكم، فيستخرج منكم الأتقياء والمحسنين الذين هم اعلى الناس مقاما.
أحبتي في الله..
نحن لله عبيد يفعل بنا ما يريد.
أكثروا من الذكر للثبات " فاثبتوا واذكروا الله "
أكثروا من النوافل " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ "
تدبروا " ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك " فجددوا توبتكم واستغلوا رمضان لعقد المصالحة مع ربكم قبل فوات الأوان..
هاني حلمي
مختارات