سياسة الناس
سياسة الناس
قال ابن المقفع :
" البس للناس لباسين – ليس للعاقل بد منهما , ولا عيش ولا مروءة إلا بهما - : لباس انقباض واحتجاز من الناس , تلبسه للعامة , فلا يلقونك إلا متحفظا متشددا مستعدا .
ولباس انبساط واستئناس , تلبسه للخاصة الثقات من أصدقائك , فتلقاهم بذات صدرك وتفضي إليهم بمصون حديثك وتضع عنك مؤنة الحذر والتحفظ فيما بينك وبينهم .
وأهل هذه الطبقة الذين هم أهلها قليل من قليل حقا ؛ لأن ذا الرأي لا يدخل أحدا من نفسه هذا المدخل إلا بعد الاختبار والتكشف , والثقة بصدق النصيحة ووفاء العهد " . " الأدب الكبير والأدب الصغير " لابن المقفع (ص105-106) .
استعمال العبارات الجميلة
قال النووي – رحمه الله - :
" وينبغي أن يستعمل في ذلك الكنايات , ويعبر عنها بعبارة جميلة , يفهم بها الغرض , وبهذا جاء القرآن العزيز , والسنن الصحيحة المكرمة .
قال الله – سبحانه وتعالى - : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ}البقرة187 . وقال تعالى : {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ}النساء21 . وقال تعالى : {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ}البقرة237 .
والآيات والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة , قال العلماء : فينبغي أن يستعمل في هذا – وما أشبهه من العبارات التي يستحيا من ذكرها بصريح اسمها – الكنايات المفهمة فيكنى عن جماع المرأة بالإفضاء والدخول والمعاشرة والوقاع ونحوها " وقال : " وكذلك يكني عن البول والتغوط بقضاء الحاجة والذهاب إلى الخلاء ولا يصرح بالخراءة والبول ونحوها " . " الأذكار " (ص334) .
وكذلك ذكر العيوب : كالبرص , والبخر , والصنان , وغيرها – يعبر عنها بعبارات جميلة يفهم منها الغرض .
ويلحق بما ذكر من الأمثلة ما سواه " . " الأذكار " (ص334) .
البخر – بفتحتين - : نتن الفم , وبابه طرب , فهو أبخر .
الصنان – بالضم - : ذفر الإبط .
مكارم الأخلاق
قال ابن حزم – رحمه الله - :
" من أراد خير الآخرة وحكمة الدنيا , وعدل السيرة , والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها , واستحقاق الفضائل بأسرها – فليقتد بمحمد صلى الله عليه وسلم – وليستعمل أخلاقه وسيرته ما أمكنه , أعاننا الله على الاتساء به بمنه , آمين " . " الأخلاق والسير " (ص24) .