**التيه*
نقل الجاحظ عن معاوية رضي الله عنه قوله:
«إذا لم يكن الهاشمي جوادا لم يشبه قومه، وإذا لم يكن المخزومي تيّاها لم يشبه قومه، وإذا لم يكن الأموي حليما لم يشبه قومه»
وتضرب العرب التيه بتيه بني مخزوم...
في بعض الأسر والعوائل تيه وكبر متوارث ويظل فيهم ولو فقدوا أسبابه
فتجد بعضهم فقيرا وتياها
ووضيعا بلا مكانة ولا منصب ولا علم ولا سابقة ولا مجد ومع ذلك تجد فيه الكبر والعجب المتوارث من أسرته
وربما وجدت بعض الأسر تتيه على مماثليهم في النسب بلا سبب إلا هذا البلاء الذي ورثوه
ويورثهم مقت الناس وبغضهم
ولذلك يقال إنه لما بلغ الحسن رضي الله عنه قول معاوية رضي الله عنه قال؛
مَا أحسن مَا نظر لِقَوْمِهِ! أَرَادَ أَن يجود بَنو هَاشم بِأَمْوَالِهِمْ فيفتقروا، وتزهى بَنو مَخْزُوم فتبغض وتشنأ، ويحارب بَنو الزبير فيتفانوا، وتحلم بَنو أُميَّة فتحب.
فالعاقل إذا ابتليت أسرته أو عائلته بهذا البلاء تفقد نفسه وحملها على التواضع وحذر من جيناته التياهة.
قَالَ الجاحظ لما ذكر هذا التيه والكبر في بني مخزوم
قال:
فَإِنَّهُم أبطرهم مَا وجدوه لأَنْفُسِهِمْ من الْفَضِيلَة وَلَو كَانَ فِي قوى عُقُولهمْ فضل على قوى دواعى الحمية فيهم لكانوا كبنى هَاشم فى تواضعهم وَفِي أَنْصَافهمْ لمن دونهم.*
مختارات