اتصل بي أحدهم في عصر اليوم الأول من رمضان، وقال: الخلافات بيني وبين زوجتي مستمرة في كل حين، وكلما تصالحنا، نمكث قليلاً ونختلف.

وكان عندنا بنت في العاشرة من العمر وكانت تلاحظ هذا الخلاف وتتضجر منا، وفي أحد الأيام، قالت: سأنتحر إذا ماتوقفتم عن الخلافات، فاستغربتُ من كلمتها تلك، ولم ألق لها بالاً، ولكن الذي جرى لم يكن تهديداً فقط، بل إنها صعدت غرفتها وأخذت مجموعة من حبوب " البنادول " دفعة واحدة وأكلتها وشربت الماء، ولكن لحقتها في اللحظة الأخيرة وتقيأتها ولله الحمد.

وبعد أيام حصل خلاف جديد وكان مثير، فرأيتُ ابنتي تبكي ثم اتجهت لغرفتها وعاودت لنفس الفعل وأخذت الحبوب لتأكلها، وفعلاً تناولتها، وسقطت، وأخذتها للمستوصف بكل سرعة وتداركوا الموضوع بحمد الله.

قلت: تأملا أيها الزوجان ماذا تصنع الخلافات أمام الأولاد من الاضطراب النفسي والتوتر والضعف التربوي والتحصيلي وغيرها من الأضرار ؟ وإلى متى والمشكلات بينكما على أتفه الأسباب ؟ ومتى تدركان أن الحياة الزوجية مسؤولية مشتركة بينكما يجب عليكما احترامها ؟

اللهم أصلح مابين الأزواج، وارزقهم العقل والحكمة في بناء حياتهما.