ماذا جرى بعد المحكمة ؟
أخبرني صاحبي عن اثنين أشقاء من جماعته اختلفا على أرض قديمة في حي بعيد " لاتساوي بصلة " بتعبير صاحبي.
وراجعا المحكمة وانتهى الحكم لأحدهما، وخرج المحكوم عليه وشعر بألم شديد في صدره من صدمة الموقف، ثم ذهب لأقرب مستوصف، وبدأت حالته تزداد سوءاً، وبعد ساعات يموت متأثراً من الخلاف والحكم الصادر عليه.
وفي القصة عدة وقفات:
1- تأمل النزاع بين الأشقاء والخلاف الذي يفسد العلاقة ويملأ القلب بالأضغان، وهل هذا من أدب الأخوة، وهل يصل بنا الخلاف حتى نراجع المحكمة ضد بعضنا البعض ؟.
2- انظر إلى حب الدنيا والتنافس عليها كيف يوصل الإنسان لهذه الحالة من فساد القلب، وحسد الآخرين على هذا الحطام التافه.
3- تأمل كيف كانت نهاية الحقد والبغضاء، يموت ذلك الرجل بسبب نار الألم.
4- هكذا تكون نهاية النفوس المليئة بالضغوط، فيا فوز من كانت روحه مرحة ونفسيته واسعة لاحتواء الحياة وهمومها ؛ فلا يحزن لفائت ولا يقلق على متاعٍ حقير.
وجميل بي أن أذكر كل واحد بأن يراعي نفسيات الآخرين، بأن لا يتسبب في ظلمهم ولا الضغط عليهم ؛ حتى لا تتضرر نفسياتهم بتلك الهموم، فلربما تكررت معنا حادثة الوفاة التي سبق ذكرها.
ونقول لكل زوجة: إياكِ أن تجلبي الضغوط لزوجك بسبب مشاكلك وخلافاتك على كل صغير وكبير.
ونقول لكل زوج: اتقِ الله في مراعاة زوجتك ولا تحملها فوق طاقتها من الضغوط والهموم حتى لا تعيش بآلام الحياة.
ونقول لكل مدير: لا ترهق الموظفين تحت إدارتك ببرامج متعبة وقوانين مزعجة وأنظمة تجلب لهم المزيد من الضغوط في حياتهم، وكن وسطاً بين تنفيذ أهداف إدارتك وبين مراعاة العاملين معك.
والحديث يطول عن أهمية التخفيف على الناس ومراعاة مشاعرهم، وإدخال السرور عليهم، بدل القلق والاكتئاب الذي جلبناه لأنفسنا ولمن حولنا.
اللهم اشرح صدورنا واملأها سكينةً وسعادة.
مختارات

