علو الهمة في التأليف إملاءً..
التأليف بالإملاء.
قال محمد بن جعفر: مات ابن الأنباري ولم نجد من تصنيفه إلا شيئاً يسيراً وذاك أنه كان يملي من حفظه وقد أملى كتاب غريب الحديث قيل إنه خمس وأربعون ألف ورقة، وكتاب شرح الكافي وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الهاءات وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الأضداد وما رأيت أكبر منه، وكتاب المشكل أملاه وبلغ إلى سورة طه وما أتمه، والجاهليات تسعمائة ورقة، والمذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه وعمل رسالة المشكل رداً على ابن قتيبة وأبي حاتم وتقصا لقولهم.
طبقات الحنابلة 2 - 71
التعليق: إن التأليف بالإملاء يعني أن الشيخ يتحدث من حفظه بدون أن يرجع للكتب، والطلاب يكتبون، وهذا من أقوى الأدلة على حفظ السلف للعلم وإتقانهم له حتى إن الواحد يملي من حفظه كتاباً كاملاً يتجاوز مئات الصفحات.
ومن أراد الوصول لمثل هذه المنازل فليلزم العلم ويراجع ويكتب ويجالس العلماء، ويصبر ويصابر حتى يصل لبعض تلك المنازل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
مختارات