٤٨ خطأ في تربية الأبناء..
١- رعاية الأبناء هي العناية بأكلهم وشربهم ودراستهم وحاجاتهم.
وأما تربيتهم فهي غرس القيم والسلوكيات الحميدة، وتعديل السلوكيات الخاطئة.
٢- التربية ليست مجرد معلومات نلقيها على أطفالنا، بل هي مجموعة أفعال وكلمات وقصص ومواقف ومهارات وأشياء أخرى تساهم في العملية التربوية.
٣- مما يؤسف له أن بعض الآباء والأمهات ليس لديهم أي ثقافة تربوية، بمعنى أنهم لايقرأون ولايبحثون ولا يتعلمون أي شيء عن النواحي التربوية لأطفالهم.
وربما قال لك البعض: نحن نفهم كل شيء ولسنا بحاجة لأي معلومات.
٤- حينما يقع الطفل في الخطأ، فلابد أن نتفهم ماهو السبب الذي جعله يخطئ.
مثال ١: طفل تبول في ملابسه، فقبل العتاب أو الضرب، اسأل نفسك لماذا حدث هذا معه ؟
مثال ٢: ابنتك لم تكتب الواجب جيداً وأخذت علامات ناقصة، فقبل العتاب، ابحث عن السبب.
5- هناك أشياء مهمة للطفل:
- إحساس الطفل بالإنتماء للأسرة.
- الشعور بالتقدير والاحترام له.
- تحقيق ذاته وأن يعتمد على نفسه في بعض الأمور.
- العناية بالطعام الصحي له.
٦- الطفل مثل الإسفنجة التي تمتص كل شيء، فكل مايفعله الوالدان يؤثر نفسياً ومعرفياً وسلوكياً في نفس الطفل، وهذا الشيء ينمو تدريجياً في الطفل، وربما لم يشعر والديه بذلك، ولكن بعد سنوات نجد أن الطفل قد اقتبس شيء من كلمات والديه وأخلاقهم وربما نفسياتهم.
٧- بعض الأطفال لديهم مهارات يدوية، يعني يرسم، ويفك الأشياء ويركبها، فلاتكثر من العتاب، بل خذ من هذا درس أن ابنك يحتاج تنمية هذا الشيء.
فالحل: اشتر له ألعاب تناسب هذا الميول حتى لايتجه لتخريب أشياء في البيت.
٨- ما السبب الذي يجعل الطفل يأخذ أشياء ليست له، كأن يأخذ من بيوت الناس، أو من المحل ؟
- عدم التربية داخل البيت.
- أن يكون محروم من كثير من الأشياء.
- الإفراط في الدلال.
- لفت الإنتباه.
- الحرمان العاطفي.
٩- وقوع الخطأ من الطفل أمر طبيعي، لأنه لايدرك أبعاد الخطأ، أما نحن فلدينا إدراك ووعي فلانخطئ، لذا يجب علينا تكرار التوجيه للطفل وتربيته على الأخلاق بشكل دائم حتى تثبت عنده.
١٠- من الأخطاء التربوية كثرة الأوامر في اليوم، مع الغفلة عن جوانب التحفيز، والثناء، والجلسات العاطفية، والحوارات الجميلة، فيصبح الطفل مجرد آلة لتلقي الأوامر فقط.
والحل: أن نأمر في الوقت المناسب، وأما بقية الوقت فنربي من خلال القصة والحوار واللعب معه.
١١- اجعل ابنك يمارس الأشياء المناسبة لعمره بنفسه كأن يأكل بنفسه ويلبس حذاءه بنفسه ويرتب سريره وأغراضه ونحو ذلك.
إنك بهذا تمنحه الثقة بنفسه بشكل تدريجي وسيعتمد على ذاته بشكل جيد في مستقبل أيامه.
١٢- بعض الناس يدلل طفله بشكل غريب، فيسكت عنه عند كل خطأ ويقول: هو صغير، لا أحد يزعل ولدي، والخلل هنا هو تدليله بهذه الطريقة، والحل: هو توجيهه عند الخطأ بالطريقة المناسبة حتى لايعتاد على الخطأ، وربما يستغرب مستقبلاً حينما ينصحه أحد.
١٣- الطفل يحتاج إلى قاعدتين:
١- الحنان والعاطفة.
٢- الحزم والانضباط.
وبدونهما أو بتغليب جانب على جانب سيكون الخلل.
١٤- قبل أن تضرب ابنك تأكد أن هناك عدة وسائل لعقوبته.
مثل: حرمانه من الأجهزة الذكية لساعات أو أيام، عدم أخذه معك للتسوق، وغير ذلك، والبعض يضرب بقوة ولايبالي بمشاعر الطفل ولابجسده، وكأنه ينتقم منه، ويظن أنه يربيه.
١٥- ضوابط ضرب الأبناء:
١- أن يكون الضرب آخر شيء.
٢- لاتضرب وقت الانفعال الشديد فربما أوقعت ضرراً كبيراً في جسده.
٣- تدرج في العقاب من الأخف إلى الأشد.
٤- لاتضرب الطفل الذي أقلّ من ١٠ سنوات حتى لايتربى على الخوف.
٥- عدم ضرب الوجه والرأس.
٦- لاتضربه أمام الآخرين.
١٦- من الخطأ في العقاب:
١- أن نعاقبه على شيء ليس بقدرته كأن يكون تحصيله الدراسي ضعيف لضعف في ذاكرته.
٢- لاتعاقب طفلك لأنه كثير الحركة، فهذا نشاط زائد وليس بخطأ حتى يعاقب.
٣- لاتعاقبه إذا كان خطأه بسبب النسيان أو الجهل.
١٧- من الخطأ أن تسب الطفل أو تحتقره وتصفه بأوصاف الحيوانات.
وقد يحتج الأب أو الأم بضغوط الحياة، وهذا ليس مبرر لهذا التصرف.
ولو فكر الوالدان في الآثار النفسية للطفل لتوقفا عن كل الكلمات القاسية.
١٨- الطفل بحاجة للاحترام وإشعاره بشيء من التقدير، لأنه صاحب مشاعر حتى لو كان صغيراً، ومن أصعب الذكريات، أن يتذكر الشاب الذي بلغ ١٨ سنة أن والده كان يتكلم عليه بأبشع الكلمات لمّا كان صغيراً.
فلنترك ذكريات جميلة في نفوس أطفالنا وذلك باحترامنا لهم.
١٩- بعض الأمهات تصرخ باستمرار في وجه طفلها، حتى إنه أصبح يخاف منها، والبعض تغيرت نفسيته بسبب ذلك، ومنهم من ضعف تحصيله الدراسي، ومنهم من أصبح يتبول بشكل لا إرادي.
كل ذلك بسبب ذلك الصراخ الذي يعتبر مدمر لنفسية الطفل.
٢٠- البعض يفرق في تعامله مع أطفاله ولايشعر بخطأه ذلك.
فتراه يدلل الصغير ويقسو على الكبير، وكأن الكبير لا مشاعر له.
وقد يحتضن طفلته ويتجاهل طفله، وغيرها من التصرفات غير العادلة مع الأطفال، والحل: كن عادلاً بشكل ذكي.
٢١- خطأ تربوي.
حينما يكون هناك تناقض في التربية، كأن يأمر الأب ابنه للصلاة والأب مقصر، أو يأمره بحسن الكلام والأب يتلفظ بكلمات لاتليق.
ولهذا يجب أن يتوافق فعلنا التربوي مع القيم التي نغرسها في الطفل.
٢٢- خطأ تربوي.
حينما يختلف الأب مع الأم في غرس القيم.
مثال ١: الأب يأمر طفله بترتيب غرفته، ولكن الأم تقول: لا ترتب غرفتك، أنا سأرتبها.
مثال ٢: الأم تقول للطفل: لاتلعب في الشارع، والأب يقول: العب.
أيها الوالدان توافقا ولاتختلفا.
٢٣- خطأ تربوي.
حينما يكون الأب أو الأم على قسوة في التعامل، وغلظة في التوجيه.
ويظن الواحد منهما أن الغلظة تربي الطفل على الرجولة، وهذا خطأ، لأن الرفق هو الأصل، وقد نسمح بالقسوة في مواطن، وبقدر يسير.
٢٤- بعض الآباء والأمهات لاينظرون للجانب المشرق عند الابن أو البنت.
مثال: الابن عنده تقصير في الصلاة ولكنه ذا أخلاق علية ومتميز في دراسته، فهنا لابد مع توجيهنا له بالصلاة أن لانغفل عن المزايا التي لديه ونحفزه عليها بين وقت وآخر.
٢٥- بعض الآباء يربط نجاح ابنه في حفظه للقرآن مثل فلان الذي حفظه.
ويغفل عن الفوارق الفردية بين الأطفال، فقد يكون ابنك لايمتلك حافظة قوية ولكنه يمتلك مهارة أخرى كالذكاء، ولكنك أهملتها ولم تحفزها.
ولهذا نقول: اكتشف مهارات ابنك وحفزه عليها.
٢٦- لاتقارن ابنك بغيره.
فلاتقل: كن مثل فلان الذكي، لأن ابنك له مزايا تختلف، وربما حقد على صديقه بسبب تلك المقارنة.
الحل:
قل لابنك: أتمنى أن تجتهد في دراستك، وأنا أعلم أنك ذكي ولكن حاول.
هذا الأسلوب يحفز الطفل أكثر من أسلوب المقارنة.
٢٧- لاتقبل بشروط طفلك.
والمعنى ؛ إذا قال ابنك: أنا سأصلي بشرط أن تعطيني كذا، وسأذاكر بشرط أن آخذ كذا، لأن الطفل إذا تربى على أن القيم مبنية على " خذ وهات " فسيتركها في وقت ما.
والحل: اجعله يقوم بتلك الأشياء لمصلحته لا لكي تعطيه مقابل.
٢٨- يجب أن نربي الطفل على أن العادات الجميلة سوف تنفعه في كل حياته.
فالأكل الصحي، والنوم مبكراً، والاهتمام بالنظافة، وغيرها، كلها لمصلحته، وتكرارنا لهذا المبدأ يثبت تلك العادات عنده، حتى تكون هي الأصل في حياته.
٢٩- افرح مع طفلك بالإنجازات الصغيرة التي يصنعها.
مثال: حينما يركب مكعباته بشكل جيد، حينما يرسم شكلاً مناسباً، حينما يرتب غرفته، فشارك طفلك هذه الفرحة، وحفزه على ذلك.
إنه ينتظر منك أي ابتسامة أو كلمة حينها.
٣٠- الإشباع العاطفي للطفل، أمر مهم جداً، ويمكنك ذلك عبر:
١- تقبيله.
٢- احتضانه.
٣- قل له: أنا أحبك.
٤- ابتسم له دائماً.
٥- العب معه.
٦- اجعله يتحدث لك بقصة، وأنصت له تماماً.
٧- امدح لباسه وكلامه وألعابه.
٣١- من الخطأ عند بعض الأمهات ؛ حمل الطفل عند كل بكاء.
حتى يعتاد ذلك، مع أن أسباب بكاء الطفل ليس هي فقط الرغبة في حمله، فربما كان جائع، أو لديه نجاسة، أو يشعر بالحر، أو بالبرد، أو بألم في بطنه، فلاتحمليه دائماً بل تعرفي للسبب ثم افعلي الشيء المناسب معه.
٣٢- تدرج في علاج أخطاء طفلك حسب عمره، فالخطأ عند طفل السنتين ليس كالذي عمره خمس سنوات وهكذا.
٣٣- من الخلل، عدم معاقبة الطفل عند الخطأ حتى إنه يرى أن فعله ليس بخطأ.
والحل: هو معاقبته عند الخطأ الكبير أو الصغير المتكرر بالطريقة التي تناسب خطأه وعمره وأحوال خطأه.
٣٤- خطأ تربوي، لاتذكّر ابنك بالجانب السلبي حينما يحقق نجاحاً في عمل ما.
مثال: حينما يكتب درسه بطريقة جميلة، قل: أنت رائع، ولاتقل: أنت ذكي مع أن الواجب كان صعب.
فأنت هنا ذكرته بصعوبة الواجب، وقد يثبت هذا في ذهنه.
٣٥- خطأ تربوي: حينما تقول الأم لابنها: أنت بطل تنام في الظلام مع أنه مخيف.
الصواب: أن لاتذكر الجانب السلبي وهو أن الظلام مخيف.
ويكفي أن تقول: أنت بطل تنام لوحدك وتأتي بالأذكار التي يحبها الله.
٣٦- من الطبيعي أن تتغير نفسية طفلك عند حدوث شيء جديد في حياته كالدخول للمدرسة أو مجيء مولود جديد، وهنا لابد من معالجته نفسياً بإظهار الحب والحنان بشكل متكرر حتى تهدأ نفسه من ذلك الحدث.
٣٧- حتى يشعر الطفل بالإنتماء للأسرة لابد من أمور:
- اسمح له أن يطرح رأيه.
- شاركه الفرح حينما يحقق تميزاً في دراسة أو ترتيباً لغرفته.
- اجعل له مكان خاص يلعب فيه ويضع أشياءه.
- اجعله يساعدك في ترتيب المنزل.
- اجعل الطفل الأكبر يعلم الأصغر بعض المعلومات.
٣٨- دع ولدك يشعر بالمسؤولية تجاه بعض الأمور كترتيب غرفته ولبس ملابسه وكتابة دروسه، واذا لم نفعل ذلك نتج:
- الخوف من أي مسؤلية.
- عدم الثقة بالنفس.
- الشعور بالفشل.
- الاعتماد على الغير دائماً.
٣٩- إهمال تربية الأبناء وترك ذلك للخادمة أو للتلفاز أو للآيباد يضر بأولادنا كثيراً، وبعض الأمهات ترمي بالتربية على الأب والعكس، حتى يعيش الطفل بلا اهتمام، وقد يجد اهتمام من خلال مواقع التواصل، أو يعيش في فوضى أخلاقية ونفسية مدمرة.
٤٠- سلبيات عدم الإهتمام بالطفل، ينتج عنه:
- إهمال ملابسه وجماله.
- العدوانية في التصرف مع الغير.
- الشعور بالغيرة المفرطة والحسد لأقرانه الذين تميزوا عليه.
٤١- خطأ تربوي.
الدلال الزائد للطفل، وتلبية كل رغباته، والإعجاب به في كل التصرفات.
حتى ينشأ الطفل وهو ضعيف المسؤلية، قليل الثقة بنفسه، والاعتدلال هو الحل.
٤٢- لاتضرب طفلك لأنه لم يحفظ القران، فيكره القرآن، ولاتضربه وأنت تقارن بينه وبين صديقه فيكره صديقه.
٤٣- خطأ تربوي.
الإفراط في التوجيه والمراقبة لكل تصرفات الطفل.
والحل هو: تقليل التوجيه، وإعطاء الطفل مزيد من المساحة ليتعلم من خطأه.
٤٤- مشاجرة الوالدين أمام الاطفال خطأ كبير، ويدمر نفسياتهم، ويولد الخوف، ويسبب تأخر التحصيل الدراسي، وربما شعر الطفل بالرغبة في العزلة عنهما.
٤٥- أضرار العقاب الشديد على الطفل:
- كوابيس النوم، وربما التبول اللاإرادي.
- الإنطواء عن الأسرة.
- شعوره بالنقص.
- توتر العلاقة مع والديه.
- القلق والخوف والمشكلات النفسية.
٤٦- يجب رفض السلوك السيء لدى ابنك، وليس رفض ابنك.
٤٧- حينما يقع الطلاق، قد يحاول الأب أو الأم استمالة الطفل له وتحريشه على الآخر، وهذا خلل كبير.
٤٨- من الخطأ أن تدعو على ولدك.
وفي الحديث الصحيح: لا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم ؛ لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم.
رواه مسلم.
مختارات

