الإنسان!!
لو طُلبَ مثالٌ على الفقر، لكان الإنسان.
ولو نُصِب عَلمٌ للمسكنة، لكن الإنسان.
ولو سُئل الإنسانُ: من أحقُّ الناس بالشفقةِ لجهله بحقيقة سريرته، وسابقته، ومصيره؟
لكان الجواب: الإنسان!
هذه الأسئلة وما تناسل منها، وما لحقها مما يماثلها، موجبٌ إيجابًا لا ريب فيه أن يخاف الإنسان من طاعون " الكِبر"؛ لأن مثل مثقال الذرة منه حاجبٌ عن الجنة، ولأن الكبرياء لله وحده، ولأن الكبرياء رداؤه سبحانه، والعظمة إزاره، ومن نازعه شيئا منهما عذَّبه!
وقد رحم الله سبحانه وبحمده عبادَه فخلقهم بالصفات التي تؤازر معنى العبودية، ضعفًا وافتقارا إلى الله، سبحانه وبحمده، وتقديرا للذنب، ووقوعا في الخطأ، حتى عِلم الخلائقِ- الذي آتاهم الله إياه-كلِّهم، قليل!
فكان الكِبر أجنبيا عن الإنسان، خِلقةً وفطرةً، ولا يتلبس به أحد إلا أكذبُ الخلق، وأكثرهم غفلة!
فارحم نفسك واعرف قدرك، وتحقق بنعتك العريق: الفقر، وأدم الاستغاثة بربك، منخلعًا من حولك وقوتك؛ لتصل إلى غاية الطريق: العبودية.
اللهم عفوك وعافيتك وعونك ورحمتك!
مختارات