السنة الرمضانيّة مع القرآن
لدينا سنوات متنوّعة: سنة هجريّة، وسنة ميلاديّة، وسنة ماليّة، وسنة دراسيّة، وسنة زكويّة.. لنضف لسنواتنا سنة تتعلّق بتطلعات الروح، وإشراقات الإيمان، ولتكن *السنة الرمضانيّة*، تبدأ هذه السنة المباركة بانتهاء رمضان الفائت، وتنتهي بدخول رمضان الآتي، ويكون شهر رمضان حفلا لتوزيع جوائزك الروحية، وجردا لحساباتك الإيمانيّة، ومحطّة تتجلّى فيها إنجازاتك السابقة على صفحة شهر مبارك..
لنخصص سنة نقضيها في تذوّق جمال حياته عليه الصلاة والسلام، وتفاصيل سيرته العظيمة، وأخرى نكوّن فيها ثقافة فقهيّة جيّدة، وثالثة نجدد فيها علاقتنا مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حفظاً، وفهماً، واهتداء، ورابعة تكون مع سير الصالحين.. وهكذا
وليكن عنوان سنتنا الرمضانيّة هذه:
*مع القرآن*
فالذي لم يحفظ شيئا من القرآن، ليحفظ منه خمسة أو عشرة أجزاء؟
والذي يحفظ نصفه، يكمل حفظه !
والذي يحفظه، يراجعه ويضبطه..
ويكون لنا ورد من التفسير، ووقت للتدبّر، وجلسات مع آياته لعلاج أدوائنا، وحل مشكلاتنا..
نحفّظ صغارنا في هذا العام جزء عم، ونعطيهم دروساً مختصرة في التجويد، ونطلعهم على معاني الكلمات الغامضة في القرآن، ونشجّعهم على حفظ متن تحفة الأطفال مثلا..
ونشتري كتاب تفسير للأسرة، وليكن تفسير الشيخ السعدي على سبيل المثال، ثم نُجري مسابقات، ومحفّزات، تعين أفراد الأسرة على الانتفاع بهذا الكتاب المبارك..
لنمر في هذه السنة الرمضانيّة على أهم الكتب التي خُدم بها القرآن الكريم، كأهم كتب التفسير، والتجويد، والقراءات، والناسخ والمنسوخ، وأحكام القرآن.. ولو مرور معرفة أسماء، وفكرة عامة على الكتاب، هذا المرور السريع يجعل للقرآن في نفسك هيبة خاصّة، وتعلم أن هناك من كرّسوا حياتهم وجهودهم لخدمة هذا الكتاب الذي علاه الغبار في بيوت كثير من المسلمين..
*ثم ماذا؟*
ثم سيبقى لدينا من الوقت ما نقوم فيه بأعمالنا، وننجز فيه ارتباطاتنا، ونسافر فيه، ونمرح، ونؤدي واجباتنا الاجتماعيّة، ويتميّز فيه أبناؤنا دراسيّا، وننعم فيه بالنوم الكافي، والوقت المريح..
القرآن لن يأخذ منك شيئا أبدا.. ولن يعقّد حياتك، ولن يجعل إنجازاتك تقلّ !
بل سيعطيك !
سيعطيك الهدوء النفسي، والاستقرار الأسري، ومزيد تميّز وإبداع..
سيعطيك وقتاً جميلا تقضيه مع أبنائك، وخطوط تواصل فعّال مع أسرتك..
سيلم القرآن شعث روحك، سيجعل يومك غنيّاً بالفوائد، والشعور بالإنجاز..
سيقوّم ألسنة أطفالك، ويجعل زوجتك تتفانى في طاعتك، وسيحصّن شباب أسرتك من أي لوثة فكريّة، أو انحراف سلوكي..
*مع القرآن* أنت الرابح..
مختارات