نصيحة تطفئ لواعج القلب
السؤال
أنا فتاة، تعلق قلبي بشاب من قريتي فألهب حبه قلبي دون أن يعلم، مع العلم أنه ملتزم، وعندما صارحته بذلك قال إنه قد خطب أخرى، ولكني لم أقتنع فظللت أتقرب منه حتى أوقعته في حبي، ولكنه تزوج وما زال يحبني، وأنا لم أقدر على نسيانه، فنصحني بحفظ القرآن، ولكن دون جدوى، فقد زدت شوقاً إليه وحباً له، وحاصرني حبه من كل مكان، وقد تقدم إلي أكثر من خاطب ولكن قلبي ما هدأ ولا قبل بأحد والشاب يتعذب معي! فأغيثوني بنصيحة تطفي لواعج قلبي وقلبه! جزاكم الله ألف خير.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أصدقك القول يا أختي لقد دمعت عيني وأنا أقرأ خطابك الرقيق المتقطر عشقاً وولها.. كان الله في عونك وعون قلبك وقلب صاحبك.
وقد طلبت منا نصيحة (تطفئ لواعج قلبك وقلبه)، لأنك (لم تقدري على نسيانه)، وأن (حبه حاصرك من كل مكان!)، وأن (قلبك ما هدا)، (ولم تقبلي بأحد مع كثرة الخطاب)، ودعوت لنا بمليون خير، فأنا إن شاء الله مغيثك ليس بما يطفئ قلبك وحسب وإنما إن شاء الله بما يملؤه راحة وطمأنينة وهدوءا، والتوفيق والسداد والعون من واحد أحد جربناه مراراً فما خيب لنا سبحانه ظنا ولا رجاء!، كم تعالى وتقدس!!.
غير أني أشترط عليك شرطاً واحداً إن أنت وفيت لي به، فلك بعون الله ما طلبتِ، فهل أنت على الشرط قادرة؟
وشرطي هو: هل أنت تريدين مني جواباً يرضي عشقك وولهك وهيامك وحبك؟، أم تريدين حلا يخلصك من " الورطة " وإن لم يرض العشق والوله والهيام؟؟
هل فهمت الشرط؟
حسناً، فلنبدأ على بركة الله.. وسيكون حديثي مفصلاً بعض الشيء وربما يطول، لكثرة الحالات المشابهة.
أولاً: دراسة الحالة..
1) يا رقة الأنثى!!
قد علمت من سؤالك أنك أنثى!!، وأنك ذات 17 ربيعاً، وهذه هي مشكلتك !!، لأن عاطفة الفتاة تهيج في هذه السن، بصورة قوية عنيفة، فتصبح أكثر حديثاً عن الحب والمحبة، والوله والعشق. والمرأة خلقت للرجل، والرجل خلق لها، وميل أحدهما للآخر جزء من فطرة الله وناموسه في هذا الكون. لكنه في الإسلام ليس له إلا طريق واحد هو الزواج.
وقد يحصل من بعض الفتيات علاقة عاطفية مع رجل آخر قبل الزواج، إما عن طريق المكالمات الهاتفية، أو اللقاء في السوق، أو كونه أحد المعارف أو الجيران، وأشباه ذلك. قد يحصل هذا، وبعضه مرفوض عرفاً وشرعاً، وبعضه قد يكون مقبولاً، كما لو أحبت الفتاة قريبها أو ابن جيرانها، كانت تعرفه أيام الطفولة والصبا، وكبرا وكبر الحب معهما، وهذا الحب لا سلطان عليه.
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا*** إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم
إنه لابد أن تعرفي أن توقد عاطفتك سببه المرحلة العمرية التي تمرين بها، وستعجبين حين يمتد بك العمر بإذن الله، ثم تتذكرين ما حصل منك أيام المراهقة فتستلقين على ظهرك من كثرة الضحك!!، هكذا حصل مع كثيرين وكثيرات !.
2) كيف دخلت المها في الشبكة؟!
عذراً يا أختي، لكن كيف دخلت في شبكة العشق والهيام؟، حتى صرت تردّين عنك الخُطّاب وتعزفين عن الزواج!.
لقد فهمت أنك كلمتيه وكلمك، وأخبرتيه بحبك له وأخبرك بحبه لك!، وأنك جعلت تلاحقين المسكين وتتقربين منه حتى أوقعته في شباكك!!، وأن الكلام بينكما اتسع حتى ناصحك بقراءة القرآن.. ثم جئت بعد هذا كله تستنجدين بمن يخلصك من لواعج الحب!!.
ألا توافقينني أنك لم تقفي عند حد الحب والتفكير، بل تعديت إلى العمل والمكالمة والمواعدة، بل ومحاولة التقرب من المعشوق، والتمادي في ذلك حتى وقع معك في الشبكة وهو لا يريد ذلك. اعذريني يا أختي، فإني وإن قلت في مطلع كلامي إن الحب لا سلطان عليه، وإن بعضه مقبول، لكني لا يمكن أن أقول إن التمادي فيه والسعي للإيقاع بالمعشوق، والتخبيب على زوجته مقبول مباح!.
لقد كان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يحب عائشة الصديقة – رضي الله عنها - أكثر من بقية زوجاته، وكان يصرح بهذا فيما رواه البخاري (4358) ومسلم (2384) من حديث عمرو بن العاص – رضي الله عنه- ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يتجاوز حب القلب إلى سلوكيات مرفوضة، من الجور بين الزوجات أو تفضيل عائشة – رضي الله عنها - على غيرها من أمهات المؤمنين.
وهذا هو شعارنا ومذهبنا في " العشق العذري "، من وقع فيه كان الله في عونه، لكن لا يحل له أن يتعدى إلى سلوكيات غير مقبولة. واعذريني إن قلت لك يا أخية إن هذا قد وقع منك.
فالمكالمة والحديث..
والمواعدة..
والتقرب والتودد..
كله سلوكيات تكتب على صاحبها، وهي مما يملك السيطرة عليه.
اسألي نفسك: من يقود الآخر..
هل أنت التي تقودين عاطفتك، أم تركتي لعاطفتك الزمام؟.
3) من أي قوافل العشاق أنتِ؟
يا أختي الكريمة! لست العاشقة الأولى ولن تكوني الأخيرة، وقافلة العاشقين طويلة وما أنت إلا واحدة في هذه القافلة. وهي في الحقيقة ليست قافلة واحدة بل قوافل:
- فقافلة جسدية خسيسة.
- وقافلة عذرية عفيفة.
ولم تذكري لنا من أي القافلتين أنتما؟ وعذراً للسؤال!، لكني أذكر هنا إن كثيراً ممن يدّعون العشق في زماننا غير صادقين، فعشقهم عشق أجساد ورسوم وصور، وليس عشق أرواح وقلوبٌ. ولهذا يكثر من عشاق زماننا اللقاءات والمواعدات واللمس والجس وما هو أكثر من ذلك وأشنع من الفسق والفجور. وربنا سبحانه رب الليل والنجوم والظلمة هو وحده العليم بما يدور بين العشاق في مخبوء الأستار، وظلمات الليالي!!.
والحب العذري النظيف، لا يكدره شيء من أوساخ الحب المعاصر، من لقاء أو مواعدة أو مهاتفة أو مراسلة مريبة، وإنما هي مشاعر في القلب جيّاشة، يحبسها الحياء أن تظهر، ويمنعها العفاف والدين أن تدنس بلقاء أو كلام. وانظري الجواب الكافي، ص (250-253).
إن العاطفة كالبئر إذا استنزفتِ ماءها؛ ثم جعلتِ تصبينها هنا وهناك لم تفلحي بشيء، وإذا استخرجتيها بقدر، وسقيت منها بستانك الذي تعرفينه، وتعرفين شجره، أثمر شجرك وأورق. وإنما بستانك أهلك وزوجك وأسرتك.
ألا توافقينني أن ما تصنعه بعض الفتيات ليس إلا " إهدار عاطفي "، حيث تهدر عواطفها وتنفقها في غير طائل. وهو " تهييج عاطفي " دون تنفيس صحيح، يضر بالفتاة ومشاعرها أيما ضرر.
ثانياً: الحلول الممكنة..
لمشكلتك حلول كثيرة، بعضها مقبول وبعضها مرفوض، منها:
1. الزواج من معشوقك.
2. الاستمرار في ملاحقته ومطاردته.
3. الاستسلام للعشق والانتظار في البيت، وترك الزواج نهائيا!.
4. الرضا بالقضاء والزواج بغيره ونسيانه.
وعليك أن تختاري من بين هذه الحلول ما ترين فيه المصلحة!، وإن أحببتِ ساعدتك بذكر تفاصيل أكثر عن هذه الحلول قد تفيدك في اتخاذ القرار.
الزواج منه قد يكون حلاً مناسباً، وقد يكون أسوأ الحلول!!. فهو حل مناسب إذا قبل بك زوجة له، ونسي كل واحد منكما ما مضى، وسارت الأمور على ما تحبون، وحسنت علاقتك مع أم أولاده، وقدر على العدل بينكما.
واعذريني وسامحيني إن قلت إنه ربما لن يقبل!، لأننا معاشر الرجال " خوافون " من مثل هذا النوع من الزواج، وتضعف عندنا " الثقة " بمثل هذا النوع من الفتيات، ونحن نقول من أحبتني قد تحب غيري!!.
وقد يكون زواجك بداية لمرحلة جديدة من المعاناة والشك والجحيم الذي لا يطاق، لأني لاحظت أن العاطفة التي تنشأ بين فتاة وفتى قبل الزواج لن ينسى أصحابها تفاصيلها المؤلمة في الغالب ولو تجاوزتها أعمارهم وتزوجوا فيما بعد، فستظل ذكرى تلك العلاقات العاطفية الآثمة عالقة في الأذهان، تؤرقهم وتقلق ضمائرهم، وتنغص عليهم عش الزوجية. وربما حصل ما هو أخطر من ذلك حينما تستهويهم تلك الذكريات للعودة إليها مرة أخرى، لكن مع طرف آخر!!.
· أما الاستمرار في ملاحقته ومطاردته فهو أسوأ الحلول، ولا أظن أحداً سينصحك به، إلا العدو إبليس!. لكن ألا يتملكك العجب حين تلاحظين أن هذا فعلاً ما تقومين به الآن!، لأنك لا زلت تلاحقين الرجل حتى بعدما تزوج!!. انتبهي لنفسك يا أختي!، واتقي الله أن تكوني سبباً في فساد قلب صاحبك.
هل تحبينه فعلاً؟، إذن اسعي لنجاته وسعادته في الدنيا والآخرة، ولا تلوعي قلبه وتفسدي عليه زوجته وتنكدي عليه حياته. وكل المتحابين ينقلبون إلى أعداء في الآخرة إلا المتقين، جعلنا الله وإياك منهم، آمين!.
· أما الاستسلام للعشق والانتظار في البيت، وترك الزواج نهائيا!، فهذا حل مناسب جداً، لمن تحب أن تبقى أسيرة الأزمات، ولمن تريد ألا تتجاوز الشدائد!، ولمن يستهويها أن تعلك نفسها وتجتر ماضيها!!!.
أما الفتاة الناضجة الواقعية، التي تعرف أن الحياة لا تتوقف عجلتها عند حب متعثر، ولا ينقطع سيرها لأجل أمنية لم تتحقق، فهي سرعان ما تنعتق من قيد الأزمة، لتصبح أكثر خبرة ونضجاً واستقراراً.
· بقي الحل الرابع: الرضا بالقضاء والزواج بغيره ونسيان القديم.
هل تريدين مني يا أختي أن أحلف لك بالله العظيم أن هذا الحل هو الذي دعوت الله لك أن ينشرح له صدرك، وتقبلي به وتسعي مباشرة لتطبيقه. لكني لا أجبرك عليه فالخيار لك، والله يحفظك ويعينك.
· وهناك وسائل كثيرة تعين البنت التي تورطت في مثل هذا النوع من العلاقات وترغب في التخلص منها، منها:
1) صدق اللجأ إلى الله –تعالى-، ودعاؤه بـ(تضرع) و(إلحاح) و(صدق)، والاستمرار على ذلك حتى يصرف الله عن قلبك حبه، ويدلك على ما هو خير لك.
2) استقباح العلاقة، والتفكر في عاقبتها: وقد أشرت إلى شيء من هذا، وأعيده هنا لأن " التفكر في عاقبة السلوك " منهج إسلامي أصيل في سياسة النفس أحب له أن ينتشر. تأملي يا أختي الكريمة في السلوك الذي تمارسينه الآن، واسألي نفسك الأسئلة التالية:
- هل هو سلوك يرضاه الله –تعالى-؟
- هل هو سلوك يرضاه أبي وأمي وإخوتي لو اطلعوا عليه؟
- هل هو سلوك أرضاه لابنتي؟
- هل هذه العلاقة علاقة نظيفة 100%؟
- ماذا سأستفيد من هذه العلاقة؟ بل ماذا استفدت حتى الآن؟
- لماذا يصد عني معشوقي مع حبه لي؟ هل لأن العلاقة غير نظيفة؟
- هل المعاناة التي أعيش فيها الآن وهي ثمن غالي، هل سأجني من ورائها شيئاً؟
3) رسم صورة المستقبل.
لو تحقق لك الأمر كما تحبين، وتزوجت معشوقك، هل ستضمنين أن حياتك ستكون سعيدة؟ بالطبع لا. لكن اقرئي معي هذا المقطع من مقال لي نشر في مكان آخر:
(.. مسكينات هن فتياتنا يبلغ الظن بهن أن الحب قبل الزواج بحلاوته وطلاوته سيستمر بعد الزواج، قوياً كما هو، ليت شعري كيف لو عرفوا عن الدراسة الأمريكية العجيبة، التي أثبتت أن الغالبية العظمى من الزيجات التي تنشأ عن قصة حب كبيرة، أنها تنتهي بالفشل والطلاق، والسبب ظاهر؛ فحرارة الحب قبل الزواج حرارة خداعة، سرعان ما تطفئها أمواج الواقع، وهذا معنى قول عمر – رضي الله عنه-: " وهل تبنى البيوت بالحب وحده "، خاصة أن هذا النوع من الحب يكون عادة متركزاً على جانب واحد من شخصية المحبوب، كالشكل والمظهر، أو الكلام المعسول، دون إلتفات إلى بقية صفات الشخصية، التي ستبقى فعلاً بعد الزواج. وأنا أتساءل: لو تزوج قيس بليلى أو كثير بعزة أو جميل بثينة أو عروة بعفراء، فهل سيبقى حبهم بعد الزواج كما هو؟!.)..
4) الإشباع المحمود للعواطف: عاطفتك يا أخية جيّاشة حية متدفقة، إني أراها كموج بحر هادر يضرب في صخور الشاطئ!. الفتاة كالزهرة الندية، في صباح لطيف باسم، رقيقة المشاعر مرهفة الحس ناعمة الوجدان، تطربها الكلمة الودودة، وتنعشها الابتسامة الحانية، ويغرس الاهتمام بها في قلبها البهجة والسرور.
إن الفتاة الناضجة تسعى لإشباع عواطفها وكفاية مشاعرها، بجهدها الذاتي وطرائقها الخاصة. وكما أن هناك طرقاً للإشباع العاطفي غير متزنة ولا محمودة، فإن ثمت طرقاً كثيرة محمودة مرغوبة، منها:
- الإشباع في الجو العائلي: لابد للعائلة من أن تشبع عواطف الفتاة، فإذا لم تشبع في الجو العائلي تعلقت بصديقة أو معلمة، وربما ذهبت الفتاة لما هو أبعد من هذا، فأشبعت عواطفها مع أفراد الجنس الآخر من الرجال. وهذا التوجيه موجه للأسرة بالدرجة الأولى، لتحرص فيما تحرص عليه أن تلبي الحاجة العاطفية لأولادها، فالخبز واللحم لا يعرفان طريق القلب والمشاعر. ولكن الخطاب موجه أيضاً للفتاة نفسها، ذلك أن على الفتاة أن تسعى لتكون هي زهرة بيتها، وحديقة أسرتها، التي يجتمع حولها أبواها وإخوانها. البنت اللبقة المحبوبة تقترح على أهلها تعميق العلاقات فيما بينهم، وتسعى لتحقيق ذلك بما أوتيت من ذكاء نفسي ولباقة اجتماعية.
- وعلى رأس طرق الإشباع " الإشباع الروحي الوجداني ". إذ ليس أقوى من العاطفة الروحية في ملء الفراغ العاطفي الذي تعيشه الفتاة. إذا امتلأ قلب الفتاة بعاطفة دينية متوهجة دافئة دائمة التوقد، فلا تسل بعد ذلك عن قلق تعانيه، فقلبها هانئ ونفسها ساكنة، والعاطفة الدينية إذا توقدت في القلب فلا تنطفئ إلا في الجنة بإذن الله.
غير أني لاحظت أن بعض من نرشده إلى هذا يقول: " جربت وما فيه فايدة!! ". وكلامه قد يكون صحيحاً، لأن حلاوة القرآن والدين ليست حلوة على كل لسان، بل من لم يعتد عليها، أو قال " أجرب وأشوف " أو جربها وهو متردد، أو قلبه لا زال معلقاً بالماضي فهذا كما قال الإمام أحمد لا ينفعه شيء ولو تناطحت الجبال بين يديه!.
إن تحقيق اللذة والسعادة والهناءة والهدوء والسكينة من العاطفة الدينية ممكنة ومتيسرة، إذا أقبلت عليها موقنة بفائدتها، مقتنعة بها، واستمررت على ذلك وجاهدت نفسك زمناً، فلا شك ولا ريب ستجدين من اللذة ما وجدها الواجدون. تأمليها بستاناً وارفاً في رأس جبل، لابد أن تصعدي الجبل أولاً. وفقك الله وأعانك، وأذاقك من حلاوة الإيمان ما ذاق الصالحون، آمين.
- ومن طرق الإشباع العاطفي التعلق بالرموز والقدوات الصالحة، وعلى رأسهم التعلق بمن سلف من الأنبياء والصالحين..
- ومن الطرق الحب في الله لأخوات صالحات " تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه " جزء من حديث رواه البخاري (660) ومسلم (1031) عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ولكن احذري مما يسمى بالإعجاب.
- ومن طرق الإشباع العاطفي إشغال القلب عن طريق اللسان، بترداد ألفاظ وعبارات لها قدرة على تسكين القلب وإرضاء النفس. وهذا تماماً ما يحصل لدى القراءة الخاشعة للقرآن الكريم، والترداد المتدبر للأذكار النبوية. وهذا هو أحد معاني الأثر " من استكفى بالقرآن كفاه ". ولاحظي معي يا أختي كلمة " استكفى " فصيغة الفعل تدل على المحاولة والبذل، وهذا يعني أيضاً أن القرآن لا يكفي من جاءه يريد منه أن يحل جميع مشاكله دون أن يكون منه بذل، أليس كذلك!!.
- ومن طرق الإشباع " التسلي "، أي إشغال النفس والذهن بأعمال أخرى نافعة، مثل القراءة والزيارات والمشاركة في الأعمال الخيرية من رعاية الأيتام والدعوة وجمعيات حفظ القرآن وغيرها. والتسلي مهم جدا؛ً بل وضروري، لأن النفس والقلب كالإناء لابد من ملئه بشيء.
اللهم يا من قلوب العباد بين أصابعك، أطفئ لواعج قلب أختنا، واصرفه إلى طاعتك ومحبتك، واختر لها يا رب ما تكون به سعيدة هانئة في الدنيا والآخرة.. آمين.
المصدر: الإسلام اليوم
مختارات