معالم (1)حواريّة
قال لي زميلي في استطراد حواريّ:
لماذا تربطون الدين بالعلماء.
الدين سهل يمكن للجميع الحديث عنه.
قلت له: صدقت.
( وقد أضمرت أنه لابد أن أجد في كلامه الآتي ثغرة أبطل بها منطقية فكرته)
ثم جاء الحديث عن (فلان) المصاب بمرض السكّر (شفاه الله وكل مريض).
فاهتبلت الفرصة قائلا:
على فكرة.
يمكن لـ(فلان) تناول الكثير من السكّر يوميّا.
ولن يؤثر ذلك عليه مطلقا.
نظر إليّ صاحبي.
والأخوة الحاضرون باستغراب !
فأردفت: قل (لفلان) يأكل السكّر كما يشاء.
أخبره أني (أنا) أوصيه بذلك.
قال متعجبا: أنت تريده أن يموت !
قلت له: معاذ الله.
قال: وهل تخصصك الطب حتى تقول هذا الكلام بكل هذه الثقة.
قلت مبتسماً لوقوعه في الفخ: لا والله.
ولكن لماذا تربطون الطب بالأطباء.
الطب سهل يمكن للجميع الحديث عنه.
اتسعت عينا صاحبي.
وتذكّر مقولته الأولى.
وابتسم الجميع لتهافت قوله.
بعض الأقوال المُغربة تحتاج في بيان تهافتها لتناقض ما يقع فيه - غالبا- متبنيها.
لا تستعجل في دحض بعض الشبه.
ناور قليلا مع محاورك حتى يهديك هو حجّة محكمة تنقض قوله بها.
ويعتبر ردّه عليك تناقضا وعدم اطراد مع فكرته الأولى.
مختارات