قَدِّم تربيتك على رغباتك
من الطبيعي أن أفكر في امتلاك بعض الأشياء التي لا تناسب ظروفي المالية، أو يمكن امتلاكها لكن ستعضلني بعض الوقت، ولكن من فضل ربي أنني لست من هذا النوع الذي يسعى لامتلاك شيء يجعله مضغوطاً أو متسرّعاً أو مديوناً، وكان لهذا الثبات في التصرف أثرُ كبير في عدم الوقوع في مشاكل ما بعد الامتلاك!
وكنت أتعجّب "وما زلت" عندما أرى صاحب قدرات مالية أو عقلية محدودة وهو يسعى لامتلاك أفضل حذاء وأغلاهم وأفضل موبايل، وكذلك يسعى لامتلاك سيارة مرتفعة الثمن والسفر للمصايف المكلفة جداً والأماكن السياحية وتناول الطعام في الفنادق، ثم بعد فترة "ليست طويلة" أجده مهموماً مديوناً وأيضاً غير قادر على العيش فقيراً، وهو أيضاً ليست لديه مواهب الأغنياء، أو لم يُفتح له في الرزق بعد، ولم يسع بجدية إلى ذلك!!
لذلك عندما تسمع والدك أو صاحبك يقول لك "عيش عيشة أهلك" فهو محق.
وليس هذا دعوة للفقر وإنما دعوة لعدم القفز بدون مظلة حتى لا تُكسر رقبتك!
فلا تنظروا فيما أيدي الناس ولا تنشغلوا باقتناء ما تحبون، بل اجتهدوا في تحصيل ما تستطيعون أن تنالوا به ما تحبون وزيادة!
من يستمع وينتبه لهذه النصيحة الواقعية سيعيش حياته مرتاح البال، وحتى لو عاشها متطلّعاً فدون تهوّر، لأن التطلّع رغبة، وقهر النفس عن هلاكها تربية، فقدّم تربيتك على رغباتك حتى تحجِّمها، ومن يقدم الرغبة على غيرها تسوقه، ثم يصبح في خبر كان، أو كما يُقال: يصبح أثراً بعد عين.
مختارات