جنة الذاكرين
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
أما بعد... أيها الأحبة في الله تعالى
أسأل الله تعالى أن يعيينا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يخلصنا من آفاتنا،، الللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه.
أحبتي..
نعيش اليوم في جنة الذاكرين،
وقد كان أبو الدرداء يقول: إنَّ الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله يدخل الجنة وهو يضحك. [الحلية (1/219)]
ولكن أريد ان ندخل جنة الذكر بمعانٍ جديدة:
أولها: التعبد بأثقل الأعمال واشدها
كما قال علي بن ابي طالب - رضي الله عنه -: أشد الاعمال ثلاثة: إعطاء الحق من نفسك، وذكر الله على كل حال، ومواساة الأخ بالمال.
فمن يتعبد الرحمن بهذه الثلاث في العشر، ويتحدى العباد بالإتيان باثقل الأعمال وزنا، فيكون (صادقًا مع نفسه ومع ربه) ويكون مواظبًا على الذكر بالآلاف، ويتصدق على إخوانه أكثر مما فعل في أي وقت من أوقات عمره.
ثانيًا: ربح اليوم
قال ثابت البناني: وما على أحدكم أن يذكر الله كل يوم ساعة، فيربح يومًا.
ولهذه تطبيق جميل وجديد علينا تطبيقه على طريقة السلف، وهو (شغل ساعتين ونصف من يومنا وليلتنا للذكر)
قال ثابت: كانوا يجلسون يذكرون الله تعالى فيقولون: ترونا جلسنا عشر يومنا هذا؟ فغذا قالوا: نعم.قالوا: الحمد لله، نرجو أن يكون الله قد أعطانا يومنا هذا أجمع. [الحلية (2/323)]
نريد تقسيم هذا الوقت ما بين الأذكار الموظفة وما بين الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والحبيبتين سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، بجانب الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
ثالثًا: ذكر العظيمتين:
قال عبد الأعلى التيمي: إذا جلس قوم، فلم يذكروا الجنة ولا النار، قالت الملائكة: أغفلوا العظيمتين. [الحلية (5/88)]
فهذا توجيه جميل بان الذكر ليس مجرد الأذكار المتعارف عليها، بل نريد ذكرًا للجنة وللنار يرقق القلوب في هذه العشر، ولو بالدعاء المستمر.
قال صلى الله عليه وسلم: "
ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة و لا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار: اللهم أجره مني " [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
فتعالوا نحقق هذه الأفكار فييومنا هذا عسى أن يبعثنا ربنا مقامًا محمودا.
مختارات