من أقوال د. خالد أبو شادي
لكل شيء سبب، ومن أهم أسباب قسوة القلب: إطلاق البصر، فمن أراد الحياة فليصرف بصره عن الحرام، والتجربة خير برهان!
غضَّ بصرك عن الحرام في الشاشات والصور والأسواق وستنبعث فيه الروح
مثل الحائر الباحث عن الدواء اليوم..
كالعيس في البيداء يقتلها الظما.. والماء فوق ظهورها محمول
العيس: الدابة
البيداء: الصحراء
القلب الخالي من (الذكر) أو من (الهمِّ النبيل) هو أعظم فرصة لإبليس لينقش فيه أثرا دائما من نظرة محرَّمة! لا تعاونه!
التهاون سبب الهوان، وإطلاق البصر بوابة الخطر.
وكم مرة كانت قسوة قلبك وضياع بركة يومك تنبيها لطيفا من الله إثر إطلاق البصر في ما لا يحل.. أفلا تنتبه؟!
حكمــــــة
هل أنت منهم؟!
كان عبد العزيز بن رواد إذا جنَّ عليه الليل يأتي فراشه، فيمد يده عليه ويقول: إنك للين!! ووالله إن في الجنة لألين منك، ولا يزال يصلي الليل كله!!
نعيم الدنيا لا يلهيه عن نعيم الآخرة، بل يذكِّره به ويحثه عليه، فلا يزيده متاع الدنيا إلا قربا من الآخره، ولا مزيد النعم إلا مزيد الشكر.
كل لذة في الدنيا تلذذ بها لفتت نظره إلى متعة أكبر ولذة أدوم في دار أخرى.
كل سعادة وفرحة وسرور وبهجة أغرته بفرحة أكبر في دار أوسع وأغلى وأدوم وأعلى.
حتى لو اقتضى الأمر أن يضحي بالأصغر في سبيل الأكبر، وبالفاني على حساب الباقي لفعل دون لحظة تردد أو ذرة شك.
ويبقى السؤال: هل أنت منهم؟!
حكمــــــة
وعند الصباح يحمد القوم السُّرى
أول من قال هذه العبارة هو خالد بن الوليد في فتح بلاد فارس، والسُّرى هو السير ليلا، تسير في حلكة الظلام وأنت لا تعلم كم قطعت من مسافات، ولا ما اقتربت به إليه من غايات، حتى إذا أشرقت عليك شمس الصباح بان لك نتيجة عملك، وظهر لك ثمرة جهدك وسعيك.
وكذلك الجنة!!
تتعب في دنياك في سبيل تحصيلها..
تنفق من وقتك ومالك من أجل الظفر بها..
حتى إذا أشرقت عليك شمس الآخرة رأيت ما لا يخطر ببال ولا يرد على خيال!!
فاتعب اليوم..
بل ابذل غاية جهدك..
واقطع أنفاسك المعدودة في شدة السير الحثيث..
ونافس من سبقك في آخرتك
وأدرك من غلبك في دينك..
لا تضرك مشاق مهما كانت..
لا تغريك كثرة الكسالي بالكسل..
ولا قلة المجدين بالنوم والوهن.
وإذا كان سيف الليل المسلول قد قال: عند الصباح يحمد القوم السُّرى، فإنا نقول: ويوم القيامة يحمد أهل الجِدِّ التُّقى