من أقوال د. خالد أبو شادي
حكمــــــة
تفاءل وإن أذنبت
نزع الكبر
لقد أذنبت لتعلم ضعفك، فلا تتكبر على أحد ولو كان أشد العصاة وأبعدهم عن الله، فينزع الله بذنبك بذرة الكبر من قلبك، وهل الكبر إلا أن تشعر أن عندك ما ليس عند غيرك؟ فهنيئا لك السلامة من داء لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منه.
كم من ذنوب سقطنا فيها لأننا عيَّرنا فيها غيرنا وشعرنا بتفوقنا عليه (تكبرنا عليه)، وفي الأثر: من عيَّر مؤمن بذنب تاب منه لم يمت حتى يفعله!!
حكمــــــة
أخطأت لكني تعلمت من خطئي، أذنبت لكن عرفت من أين أتاني عدوي، خالفت أمره فعرفت الباب الذي تسلل إلي منه شيطاني، ثم سددت هذا الباب، وحرست هذه الثغرة: خلوة أدت إلى زلة.. صحبة غافلة استدرجت إلى منكر.. فراغ قاتل قتل بين يدي فرصة خير سانحة وأحيا نوازع شر كامنة.. اللهم اجعلني أتعلم من كل سيئة وقعت فيها وكل ذنب أغضبتك به..
حكمــــــة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب.. أفلا يعقلون.. صحيح
مشهد آخر.. يقلب الغيب شهادة، ويصل غير المرئي بالمشاهد المحسوس..
أخي.. أختاه
إياك أن تلبس ثوب الآمرين الناصحين على قلبٍ أسود بهيم، أو أن ترفع صوتك صائحا في العالمين لا تخرقوا الحدود وقد جاوزت كل الحدود.
إن غياب العقوبات عن العيون وغيابها الأخطر عن القلوب هو الذي أودى بالأمة إلى الهاوية، ولو ظلت العقوبة ماثلة في الأذهان ظاهرة للعيان ما تجاوز جهول ولا فرَّط كسول.
حكمــــــة
قال عمر بن عبد العزيز وهو على صعيد عرفة حين رأى تزاحم الناس وتدافعهم:
ليس السابق من سبق به بعيره.. إنما السابق اليوم من غُفِر له!!
يعلمنا رحمه الله فن التنافس على الباقيات الصالحات والجنات لا على لذائذ الدنيا الفانيات..
فاللهم املأ قلوبنا حماسة للسبق في الوصول إليك ونيل أعظم الدرجات لديك!!
حكمــــــة
موعظة فبيل الغروب
أيها الشاب.. ماذا تنتظر؟!
الشباب يلاحقه الهرم.. والصحة يعقبها السقم.. والقوة آيلة للسقوط تحت وطأة الضعف.. فبادر.. أدرك نفسك!! أما سمعت عن حوادث السير والحافلات يخطف بها الموت الآلاف كل عام؟! أما بلغك خبر موتى الفجأة يغادروننا دون سابق مرض أو إنذار؟! لماذا تستبعد أن يكون الدور عليك؟! أو أن يطرق ملك الموت بابك اليوم أو غدا؟!
حكمــــــة
(من آثر الراحة فاتته الراحة)
المعنى: من استراح في دنياه تعب في أخراه، فلا يجمع الله على عبد خوفين ولا أمنين، من خاف هنا أمن هناك، ومن أمن هنا فزع ولا بد هناك.. من لبس الحرير أو شرب الخمر في الدنيا حُرِمهما في الآخره، وبقدر المشقة يكون السرور، فمرحبا بمشقة يسيرة في زمن قصير في سبيل الفوز بنعيم عظيم في زمان مقيم.
حكمــــــة
العمل لا الجدل..
كل يوم جدليات في الفضائيات ومواقع إلكترونية وملايين التعليقات على الفيس بووك واتهامات وتخوين وتنابز بالألقاب..
أشعر اليوم بهذا القول: ما ضل قوم بعد هدى جاءهم إلا أوتوا الجدل حُرِموا العمل..
أيها الشباب.. اصرفوا طاقاتكم في العمل لا الكلام
اجعلوا إنجازاتكم تتكلم عنكم عند الله وعند الناس.
ويوم الجزاء يبهركم العطاء..
حكمــــــة
لماذا ننسى أن الله مطلع على كيد الكائدين وتآمر المتآمرين، وهو الذي تكفل بحفظ دينه ونصرة أوليائه، فنركن إلى الأسباب أكثر من رب الأسباب، ولا نعود نستمطر توفيق الله ونصرته وحمايته لثورتنا بإسرار الدعاء وضراعة الأسحار وبذل الأبرار..
هل نكرر اليوم إعجابنا بكثرتنا فيحل بنا ما حل بالصحابة الأخيار (يوم حنين)؟!
حكمــــــة
تعبك أكبر= عطاء أوسع..
إذا قمت من لذيذ نومك وشدة تعبك إلى قيام ليلك.. أفاض الله عليك من أسرار كتابه وعظيم خطابه، وهذا هو مراد قوله: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا): أي أكثر تعبا ومشقة، لذا كانت عاقبة التعب ومكافأته: (وأقوم قيلا): أي أقرب إلى فهم كلام الله والتلذذ به وانشراح الصدر وشفاؤه من أمراضه وأسقامه.
حكمــــــة
في الصحيح: (إنَّ من إجلال الله تعالى: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المسقط
تقديرك وإجلالك يا حامل القرآن من إجلال الله تعالى.. ألست حامل كلامه.. ألست الناطق به بين الناس؟!
ألزم الله الخلق كلهم بإجلالك وتقديرك، وأمرهم باحترامك وتوقيرك، فكل من لم يعظِّمك فهو لا يعظِّم ربَّه ولا يقدره قدره؟! فأي كرم وأي شرف نلته وأدركته؟! بل وأي عقل في تأخر أي منا عن هذا الشرف الرفيع؟!
حكمــــــة
احفظوا هذا الدعاء!!
11 جائزة في حديث واحد!!
أغلى من الذهب والفضة!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يا شداد بن أوس!!
إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات:
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم.. إنك أنت علام الغيوب».
السلسلة الصحيحة رقم: 3228
حكمــــــة
يا صاحب النفوس الثلاثة.. ما نوع نفسك الآن؟!
أخبر الله تعالى عن ثلاثة انواع من النفوس: النفس الامارة، والنفس المطمئنة، والنفس اللوامة، وليس المراد ان لكل انسان ثلاثة نفوس، وانما المراد ان هذه الصفات واحوال لذات واحدة.
قال شارح الطحاوية بعد ذكر انواع النفوس: (التحقيق: انها نفس واحدة، لها صفات، فهي امارة بالسوء، فاذا عارضها الايمان صارت لوامة، تفعل الذنب ثم تلوب صاحبها، وتلوم بين الفعل والترك، فاذا قوى الايمان صارت مطمئنة). شرح الطحاوية (ص: 445).
حكمــــــة
الإجابة المتأخرة!!
قال يحيى بن معاذ:
«يا ابن آدم.. دعاك ربك إلى دار السلام، فانظر من أين تجيبه، إن أجبته من دنياك دخلتَها، وإن أجبته من قبرك منعتَها».
هل تتأخر إجابتك فتخسر خسارة الأبد؟!
أم تنتشل نفسك من غفلتها وتثب وثبة الأسد؟
الدقيقة الواحدة قد تكون فارقة بين الجنة والنار.. بين الربح والخسارة.. بين الهناء والشقاء..
فاجعل شغلك سائر يومك في إجابة داعي الجنة ولا تكونن من المعرضين.
حكمــــــة
لا سلطان لأحد على القلوب إلا الله!
(وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم).
مستحيلات ثلاثة:
١-أن يحيط أحد علما بما في الأرض من كنوز وثروات.
٢- وإن أحاط بها أحد علما، فمحال أن يملكها وحده.
٣- وإن ملكها وحده، فمحال أن ينفقها جميعا.
ومع هذا لو جمع أحد بين هذه المستحيلات الثلاثة، لما استطاع التأليف بين قلبين لم يأذن الله بالتأليف بينهما.
فاللهم ندعوك:
ألِّف بين قلوب عبادك الصالحين، ولا تجعل لنزٓغات الشيطان إلى قلوبنا سبيلا..
حكمــــــة
صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنهُ قال:
«ألظُّوا بيا ذا الجلالِ والإكرامِ».
أي الزموها، وأكثرُوا منها، وداوموا عليها، ومثلُها وأعظمْ:
«يا حيُّ يا قيومْ».
وقيل: إنه الاسمُ الأعظمُ لربِّ العالمين الذين إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
فما للعبدِ إلا أنْ يهتف بها وينادي ويستغيث ويدمن عليها، ليرى الفرَجَ والظفرَ والفلاحَ:
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}.
حكمــــــة
البعض يكسل طوال العام، ويرجو أن يصوِّب على ليلة بعينها فتكون بليلة القدر، وكأن الأمر قُرْعٓة أو ورقة يانصيب!
والأمر أجلُّ من ذلك.
اجعل هدفك في هذه الليالي أن تبلغ شاطئ العفو، وإذا عفا الله عنك محا ذنبك، وفوق ذلك: محا من قلبك حب ما يباعدك عنه، ويحول بينك وبينه، وعندها..
تسعد سعادة الأبد، وتنجو من عذاب الغد (والآخرة خيرٌ وأبقى).
حكمــــــة
أقيموا فِي هذه الليالي المباركة دين الله حق الإقامة..
ولا تهتموا بتحصيل الغنِيمة إِلا بعد إِحراز السلامة..
فإِن فاعل الخير غانم وتارك الشر سالم..
والعاقل هو الذي تهمه سلامته من المعاطب قبل أَن يهمه تَحْصِيل المكاسب..
فَرُدّوا المظالم إِلى المظلومين قبل أَن تتصدقوا على الفقراء والمساكين!
واجعلوا عنايتكم بأوامر الفرائض والواجبات قبل التطوع بالنوافل والمستحبات..
وصونوا بطونكم عن الرشاوي والغصوب قبل أن تصوموا عن المأكول والمشروب..
وأمسكوا ألسنتكم عن الكلام القبِيح وأطلقوا بالتهليل والتَّسبِيح..
فإِنما ينتفع المريض بِشرب الدَّواء بعد أن يتقي أسباب الدَّاء.
من كلام ابن الجوزي بتصرف